حقق الفيلم الوثائقي، الذي بثته قناة "ARTE" أخيرا، بعنوان "البريد الجوي"، نسبة مشاهدة كبيرة، وهو يبين عمل باحث مغربي متخصص في علم النيازك بصورة علمية راقية، من إخراج يان هنوغي، وتنشيط الطيار والصحافي فانسان نغوين. الباحث إبهي والصحافي الطيار فانسان نغوين (خاص) قال الباحث عبد الرحمان إبهي إن القناة التلفزية الفرنسية الألمانية، وهي ذات صبغة ثقافيه لم تتردد في استخدام موارد كبيرة، عبارة عن طائرتين وفريق كبير من المهنين، لتصوير فيلم وثائقي عن النيازك بالمغرب . وأفاد الخبير والباحث بجامعة ابن زهر بأكادير، في تصريح ل "المغربية"، أن الصحافي يان هنوغي اتصل به لتوجيه طاقم التصوير إلى عالم النيازك وفهم ظاهرة الشهب، من أين تأتي؟، وأين يمكن العثور عليها، وكيفية التعرف عليها، وخاصة الاتصال بالرحل الذين اكتسبوا الخبرة في جمع النيازك من الصحراء الساخنة . وكان الأستاذ الذي يتسم بروح الدعابة والجدية على استعداد للرد على جميع أسئلة الصحافي، المنبهر بتقاليد الترحاب الحار من البدو، فلم يتردد في إظهار مهاراته وأعد الشاي بالطريقة الصحراوية وقدم تمور النخيل، في انتظار الحصول على كسكس مغربي، وتبادل أفكار ومعلومات ثقافية مع الطاقم قرب نار دافئة تنير المكان وتحت سماء سوداء مضاءة بالأبراج الفلكية. وأطلع إبهي الصحافي المذكور على غني المغرب بالنيازك، وأن الصخور التي تأتي من الكواكب الأخرى لها قيمة كبرى، لأنها تحتوي على الكثير من المعلومات حول النظام الشمسي، وتطور الأرض وأصل الحياة، وأنها تجمع من طرف الرحل في الصحراء. وأشار الخبير المغربي في علم النيازك إلى أن الجنوب المغربي مكان مميز للعثور عليها، وأن تجارة النيازك تعرف ازدهارا كبيرا نظرا لقيمتها العلمية، إذ بيع نيزك طاطا القادم من المريخ بما بين 5 آلاف و10 آلاف درهم للغرام. وأشارت مصادر إلى أن الغرض من إنجاز فيلم وثائقي حول النيازك هو تعزيز نيازك المغرب، وكذلك تصوير المهتمين الباحثين في هذا الميدان والرحل، الذين هم وراء اكتشافات النيازك، وإجراء مقابلات مع الخبير المغربي المعترف به دوليا والناشر لكتاب "نيازك المغرب"، الذي يشرح فيه العلاقة الوطيدة بين البدو والرحل ونيازك الصحراء المغربية. يشار إلى أن إبهي هو باحث بجامعة ابن زهر بأكادير، وهو محب للنيازك ولديه مجموعة مهمة موجهة للتعليم والبحث العلمي، وكذلك للعرض في معظم مدن المغرب، كما سبق للباحث أن اكتشف في موقع توفاسور بطاطا نيازك عدة، سقطت في مواقع متعددة بالمغرب، خاصة نيزك طاطا القادم من المريخ، ونيزك إميلشيل المتسبب في فوهتي إيسلي وتيسليت، ونيزك أوسرد الكاربوني.