بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. 'مهبولة' اشتوكة بركة المغرب الحلقة 46 بالموازاة مع انتخاب الشعيبية عضوا بالبرلمان الدولي للأمن والسلام بمقتضى مرسوم نشرته الجريدة الرسمية للجمهورية الإيطالية بتاريخ 10 يوليوز 1985 تحت عدد" 161 -بيس"، أخبرنا الحسين طلال أن والدته حصلت، أيضا، على جواز سفر دبلوماسي تمتد صلاحيته من 10 يناير1989 بموجب مرسوم رقم"T/09". يحمل الجواز توقيع سين فيكتور بوسا، رئيس هذه الهيأة البرلمانية الدولية، وكاتب الدولة الشرفي لكونتاكي بالولايات المتحدةالأمريكية، الذي أقر في منطوق هذا المرسوم بأن قسم الشؤون الخارجية بالبرلمان الدولي للأمن والسلام يطالب كل الأمم وكل الحكومات بإحاطة حاملة هذا الجواز الدبلوماسي بكل شروط الرعاية والحماية وفق المقتضيات القانونية الدولية الجاري بها العمل في هذا الشأن. وتعد الشعيبية، حسب تصريح الحسين طلال، الفنانة المغربية الوحيدة التي حظيت بهذا الامتياز الدبلوماسي ذي البعد الثقافي والحضاري في آن معا، إذ مكنها من توسيع دائرة علاقاتها الدولية، وتعزيز حضورها الفني داخل مختلف الأوساط الثقافية القارية، ملتزمة بتشريف بلدها المغرب في سائر المحافل الإبداعية من دون تقليد أو تصنع. كانت الشعيبية يحكي طلال، تعتز أيما اعتزاز بهويتها المغربية، التي عبرت عنها من خلال كلامها التلقائي والمتبصر، وعبر لباسها التقليدي ومجوهراتها العريقة، كما ترجمت هذه الهوية الحضارية الأصيلة على المستوى البصري في ضوء لوحاتها التشكيلية، التي أخلصت بشهادة كبار النقاد العالميين لأنوار المغرب ولألوانه المحلية والمتوسطية بتعبير الناقد الفرنسي والباحث الجمالي أندري لود. كم سعدت الشعيبية كثيرا بهذا الجواز الدبلوماسي، يحكي الحسين طلال، معتبرة إياه عنوان تقدير واعتراف بمسارها الإبداعي المستقل والحر، وبدفاتر أوراشها الفنية، ورأت فيه، يشدد الحسين طلال، مبادرة تكريمية للفن المغربي الحديث، الذي رسخ حضوره البارز على الصعيد الدولي عن جدارة واستحقاق. منذ عام 1989 والشعيبية تعد على لسان مشاهير النقاد والمتتبعين للشأن الإبداعي الحديث سفيرة فوق العادة بتفويض من البرلمان الدولي للأمن والسلام، إذ مكنتها هذه المهمة الرسمية من القيام بواجبها على أكمل وجه، والتنقل بحصانة دبلوماسية أممية، حاملة شعار التبادل عبر الثقافي والحوار الحضاري والدفاع عن قيم التعدد والتنوع التي تراعي خصوصية أي بلد من الناحية الفنية والثقافية. آمنت الشعيبية، يقول الحسين طلال، بدور الفنون التشكيلية في التواصل والحوار بين الدول باختلاف توجهاتها وهوياتها الحضارية، إذ ساهمت في إغناء هذا البعد الدولي في إطار الدبلوماسية الموازية، التي أصبحت حاليا أكثر فعالية ومصدافية من الدبلوماسية الرسمية. فاللوحة من منظور الشعيبية عبارة عن تأشيرة رمزية لعبور كل بقاع العالم دون استثناء لأنها لا تعرف لغة الحدود اللغوية والجغرافية والعرقية، يضيف طلال أن والدته وصلت إلى هذا المستوى الدولي، اعتمادا على إمكانياتها الذاتية خارج كل وصاية أو وساطة، إذ آمنت باستقلاليتها كإنسانة وفنانة، ويذكر من باب الإنصاف التاريخي أنها أطلعته ذات مساء على إحدى لوحاتها الفنية، فتجرأ على مطالبتها بتغيير لون بدا له غير منسجم مع أجواء العمل الإبداعي، وكم تفاجأ بردها السريع والصارم " أنت تصبغ أيضا، فاستعمل اللون الذي تريده في لوحاتك الفنية".