بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. 'مهبولة' اشتوكة بركة المغرب الحلقة 45 تعزيزا لدورها الدبلوماسي الكبير على مستوى الحوار الثقافي والتبادل الحضاري بين الأمم والشعوب حظيت الشعيبية، يصرح نجلها الحسين طلال، بالعضوية الكاملة داخل البرلمان العالمي للأمن والسلام، الذي يوجد مقره المركزي بباليرم الإيطالية، إذ توصلت بتاريخ 30 غشت 1989 برسالة في هذا الشأن من لدن سين فيكتور بوسا، رئيس هذه الهيأة البرلمانية الدولية، وكاتب الدولة الشرفي لكونتاكي بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وجاء في متن هذه الرسالة الدبلوماسية أن الشعيبية انتخبت بالإجماع، باعتبارها شخصية فنية وثقافية نافذة على الصعيد الدولي، عضو المجلس الوطني للبرلمان الدولي للأمن والسلام، مكلفة بمهمة، مطالبين إياها بإبلاغ وزارة الشؤون الخارجية بالرباط من أجل الرفع من مستوى التعاون والشراكة بين المغرب وهذه المؤسسة البرلمانية الوازنة. في هذا السياق أطلعنا الحسين طلال على نص الجريدة الرسمية للجمهورية الإيطالية بتاريخ 10 يوليوز 1985 تحت عدد"161- بيس"، الذي يفيد أن الفنانة الشعيبية جرى انتخابها عضوا دائما بالبرلمان الدولي للأمن والسلام، الذي يعد منظمة دولية عبر حكومية بتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشخصية قانونية بالجمهورية الفيدرالية بالبرازيل، كما تضمن هذا النص مرسوما بتاريخ 10 يناير 1989 موقعا بباليرمو(صقلية). في علاقة لزومية مع هذا التتويج الدبلوماسي، أطلعنا، أيضا، الحسين طلال على مرسوم آخر يحمل التاريخ والعدد المذكورين سابقا، ويقر بتكليفها بمهام عامة وموسعة داخل المغرب، وهو مرسوم موقع بالمقر نفسه المذكور أعلاه بتاريخ 10 غشت 1989. يتذكر طلال أن وكالة المغرب العربي للأنباء نشرت بهذه المناسبة قصاصة تنوه فيها بالأعمال الإبداعية ذات الصيت العالمي الذي تجاوز كل الحدود الجغرافية، مشيرة إلى أنها تمكنت في أوج عطائها الإبداعي الزاخر بصياغة لغة تشكيلية منفردة ومستقلة تتسم بدقة الإعداد والإنجاز، وتجاوز بين جمالية التشخيص الجديد، وبلاغة الفن الخام والمستقل، ما مكنها من كسب رهان العالمية، وولوج كبريات القاعات الدولية، صحبة كبار الفنانين ورواد الحركات الإبداعية الحديثة. وأضافت هذه القصاصة أن تكليف الشعيبية بمهمة بالمغرب من لدن مؤسسة البرلمان للأمن والسلام أرضية عامة للمساهمة في التعريف بروافد وقيم الثقافة المغربية المتعددة والمتنوعة، ومبادرة استثنائية لتكريم مسار الشعيبية بوصفها اسما نموذجيا يمثل الأقطار العربية الإسلامية والبلدان الإفريقية. وتعد الفنانة الوحيدة التي حظيت بهذا الامتياز الدبلوماسي، نظرا لرصيدها الوازن على مستوى المعارض الفردية والجماعية عبر العالم بإسره، واعتبارا لما تفصح عنه لوحاتها الفنية من قيم السلم الداخلي، والأمن الثقافي والاجتماعي، بعيدا عن كل نزعات التطرف والعنف واللاتسامح. يقول الحسين طلال بمناسبة هذا الاستحقاق الدولي:" سعدت الشعيبية كثيرا بهذا الاعتراف الدولي وأعربت عن امتنانها لكل أعضاء البرلمان الدولي للأمن والسلام، الذين آمنوا بشخصيتها الفنية، وبدورها الدبلوماسي في التقريب بين الضفة المغربية وسائر الضفاف العالمية من خلال لغة الإبداع التشكيلي الكونية. وأبدت الشعيبية استعدادها الكامل لمواصلة هذا الدور عبرالثقافي في إطار حوار الحضارات، معتزة بهويتها المغربية الأصيلة المنفتحة على مختلف المشارب الثقافية والقيم الحضارية دون استثناء". رسمت الشعيبية كما يتنفس الآخرون، واعتبرت الحياة اليومية مصدر إلهامها دون اللجوء إلى الصور التخييلية، مخلصة لموهبتها الإبداعية التي لا تجاري أي أحد ولا تقلده. في حياتها لم تكن تحب الناس الأجلاف والصارمين، إلى جانب أنها لا تحب الألوان القاتمة والشاحبة. كانت تردد دائما يحكي الحسين طلال:" الرسم يجعلني سعيدة، وأنا سعيدة مع الرسم، وهذه السعادة هي التي أحاول إدخالها في نفوس الناس الذين يشاهدون أعمالي الفنية". أحبت الشعيبية الأطفال والحيوانات وكانت من أوائل الذين دافعوا عن حقوق المرأة باعتبارها نصف المجتمع، ومن أنصار تعميم التعليم، كما نسجت علاقات طيبة وقوية مع معظم فناني ودبلوماسي ومثقفي العالم لتكون بذلك سفيرة النوايا الحسنة وحاملة شعار"يجب علينا أن نتقبل الحياة بفرح، وأن نعيشها أيضا بفرح". إنها في عيون الأوساط الثقافية العربية والأجنبية تراث ثقافي وطني ودولي معا.