تستضيف مدينة وادي لو، بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة من مهرجان "اللمة"، من 18 إلى 24 غشت الجاري، ندوة وطنية في موضوع "الجالية المغربية: الهوية والمستقبل". تنظم هذه الندوة، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، يلقي خلالها الكاتب والروائي المغربي الطاهر بنجلون العرض الافتتاحي للندوة، حيث يلتقي جمهور المدينة مع الطاهر بنجلون في لقاء مفتوح، بقاعة إدريس بنزكري، بمدينة وادي لو، مساء يوم الاثنين 19 غشت الجاري. وأعلن بلاغ لإدارة المهرجان، توصلت "المغربية"، بنسخة منه أن مدينة وادي لو لطالما ظلت مصدرا ومنبعا للهجرة، وهي تطل على فضاء البحر الأبيض المتوسط، غير بعيد عن الضفة الشمالية. وجاء في البلاغ أن "الهجرات الأولى نحو الخارج، تلتها الهجرات "السرية" أو "القسرية"، على الأصح، خلاصا لأبناء المدينة، وامتدادها الجغرافي الريفي والجبلي، بعد عقود من التهميش والعزلة والنسيان. من هنا، شكل أبناء المدينة جزءا من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج، خاصة في إسبانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا ودول أوروبية أخرى". وأكد البلاغ أن أبناء الجالية المغربية ظل يترددون على هذه المدينة الشاطئية، خلال مواسم الصيف والعبور، كما استقر عدد من هؤلاء في مدينتهم، بعد فك العزلة عنها، وبسبب المشاريع التنموية التي شهدتها وتشهدهافي السنوات الأخيرة. وأشار البلاغ إلى أن مهرجان "اللمة"، منذ انطلاقه في صيف 2004، لفت الانتباه إلى غنى المنطقة وأهمية موقعها السياحي والاستراتيجي، كما نبه إلى حاجتها في التنمية، وضرورة إعادة بنائها، من خلال تشييد البنيات الأساسية والحضارية والمدنية الكبرى، عمرانية وثقافية وفنية. وأضاف البلاغ أن الورقة التقديمية للندوة أعلنت "أنه قد لا ينازع أحد في أن المغربي مواطن عالمي وكوني، هو الذي يتحدث أكثر من 50 لغة، ويقيم في أكثر من مائة دولة، بمعدل يفوق 10 في المائة من المغاربة يقيمون في الخارج، تبعا للإحصائيات والأرقام المعتمدة (ما يقارب 4 ملايين مهاجر مغربي)". وتساءلت الورقة ما إذا كان المغاربة المقيمون في الخارج ينتظمون في هوية مغربية واحدة؟ وهل استطاع المهاجرون المغاربة تحقيق "الاندماج" في دول الاستقبال؟ كما فعل أسلافهم في الفضاء الأندلسي؟ وهل وجدوا، اليوم، الشروط الثقافية والقانونية التي تسمح لهم ب"التجذر" في دول الاستقبال؟ من جهة أخرى تساءلت الورقة عن صورة المهاجر المغربي في المغرب، وكيف نتمثله، وهل نحن في حاجة إلى مراجعة مسلماتنا وتمثلاتنا لمغاربة العالم، بعد التحولات الجيلية لهؤلاء المهاجرين، على امتداد أربعة أجيال تقريبا، والتحولات النوعية، من خلال ظاهرة "تأنيث الهجرة" حيث تمثل المغربيات نصف جاليتنا في الخارج، وكذا ظاهرة "تشبيب الهجرة"؟ "تعدد الأجيال"، يقابله تعدد في المجال، تضيف الورقة، بعدما أصبح المهاجرون المغاربة يستقرون في جل ومختلف القارات والبلدان، ولم يعد وجودهم مقتصرا على الفضاء الأوروبي. وتختم الورقة أسئلتها في هذا الباب بالبحث عن السر في ذلك "الارتباط" بالمغرب، بالنسبة إلى المهاجرين، كما تدل على ذلك مواسم "العبور" وعودة أبناء الجالية، في فترات وقوافل منتظمة، على خلاف باقي جاليات الدول الأخرى، في العالم المغاربي والعربي، وبالنسبة إلى جاليات أمريكا اللاتينية وباقي الدول الإفريقية وأوروبا الشرقية؟ أما بالنسبة إلى المحور المتعلق بمستقبل الجالية المغربية في الخارج، تتساءل أرضية الندوة عن مصير النصوص القانونية الكفيلة بالتنزيل السليم لما شدد عليه الدستور الجديد، في الفصول 16 و17 و18 والفصل 163؟ من أجل ضمان "حماية الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين والمواطنات المغاربة المقيمين في الخارج". وذكر البلاغ أن هذه الأسئلة جرى عرضها للنقاش على باحثين ومتخصصين وخبراء مغاربة، منشغلين بقضايا ومصائر الجالية المغربية المقيمة في الخارج، ومنهم مقيمون في الخارج، "من أجل التفكير في مغاربة العالم"، بحضور كل من الطاهر بنجلون وعلي بنمخلوف وعبد اللطيف شاويت ومحمد أنور هيدور وامحمد الوفراسي ويونس أجراب ومصطفى أقلعي وسعيد بنطريقة ورشيد برهون، في ندوة وطنية تتوزع على ثلاث جلسات، الأولى متعلقة بالهوية، والثانية بمستقبل الجالية، والثالثة عن حالة الجالية المغربية في إسبانيا، وهي الندوة التي تقام أيام 22 و23 و24 غشت الجاري، ويفتتحها الكاتب والروائي المغربي الطاهر بنجلون يوم 19 غشت.