قالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي تنظم مسيرات مليونية للمطالبة بعودة مرسي، إنها اقترحت من خلال وسيط من الاتحاد الأوروبي إطار عمل لمحادثات ترمي لحل الأزمة السياسية في مصر في أول إعلان رسمي من الجماعة يتحدث عن عرض للتفاوض، منذ عزل الرئيس محمد مرسي. مصريون في مسيرات شعبية تندد بعزل الرئيس المنتخب (خاص) وقال جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، الذي مثل الجماعة في محادثات سابقة توسط فيها الاتحاد الأوروبي، إن الاقتراح طرح على المبعوث الأوروبي برناردينو ليون قبل الزيارة التي قامت بها كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد. وأكد ليون أنه عرض أن يبذل الاتحاد الأوروبي "مساعي حميدة" للمساعدة في حل الأزمة، لكنه قال إن تعبير "وسيط" يضخم من دوره. والاقتراح كما وصفه الحداد مازال في مراحله المبكرة. ولم يذكر تفاصيل مكتفيا بوصفه أنه مجرد "إطار عمل" لفتح قناة حوار وأكد تمسك الإخوان بمطلب الرجوع عن "انقلاب" الثالث من يوليوز، الذي عزل فيه مرسي. وقال الحداد إنه من غير الواضح من سيمثل الجانب الآخر سواء كان الجيش الذي عزل مرسي أم سياسيون. وأضاف "نريد طرفا ثالثا. ليس واضحا من سيكون الطرف الثالث. هل هو الجيش؟ هل هي جبهة الإنقاذ الوطني" في إشارة إلى الجبهة، التي تشكلت من سياسيين يعارضون الرئيس المعزول. وأحجم ليون الذي تحدث هاتفيا من على متن الطائرة، التي تقله في طريق عودته من القاهرة إلى بروكسل عن الخوض في تفاصيل بشأن أي اقتراح تلقاه، لكنه قال إن الطرفين أصبحا أكثر انفتاحا على الحوار. وقال ليون "من المبكر للغاية الحديث عن مبادرات. لقد استمعنا فقط للطرفين وما هي مواقفهم، وأن كانت توجد أي مساحة ممكنة للانفتاح لدعمها. نعتقد أن هذا الأمر ينبغي أن يكون... حوارا مصريا بدون أطراف أجنبية". وأضاف "ما نفعله هو استكشاف وسائل فتح (الحوار) كي نرى ما هو المجال لبدء شيء ما". وخلال زيارتها للقاهرة التقت آشتون بقياديين من جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى مسؤولي السلطة الانتقالية. وأظهرت الزيارة تناقضا ملحوظا مع زيارة سبقتها بيومين قام بها وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي، الذي غادر دون لقاء أي من مسؤولي الجماعة. ولم يدل مساعد نائب الرئيس المصري المؤقت محمد البرادعي بتعليق فوري على هذه التصريحات. وقال الحداد إن الإخوان المسلمين مستعدون للتفاوض على أي قضية سياسية بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لانتخاب بديل لمرسي، لكنه شدد على ضرورة تراجع الجيش أولا عن قراره بعزل مرسي. وفي مقابلة أجريت معه في مقر اعتصام ينظمه آلاف من أنصار مرسي في شمال شرق القاهرة يطالبون بعودته قال الحداد "عليهم التراجع عن الانقلاب أولا... لا يمكنك أن تأتي على ظهر دبابة وتعزل زعيما منتخبا. الأمر إما أن يكون انقلابا عسكريا أو خيارا ديمقراطيا". وأقر ليون بأن مواقف الجانبين متباعدة. وقال ليون "الجانبان يتمسكان بموقفيهما بشدة. لكن في الوقت نفسه نعتقد أنهما ليسا منغلقين تماما أمام إمكانية إعادة التواصل. لذا لا أقول إننا غادرنا القاهرة متفائلين لكن يمكن أن أقول على الأقل إننا لسنا متشائمين". ومازال الجيش يحتجز مرسي، منذ عزله مع عدد محدود من قيادات الإخوان بمن فيهم والد جهاد الحداد في مكان غير معروف دون السماح لهم بالاتصال بأحد. وتواصل جماعة الإخوان المسلمين اعتصامها عند مسجد بشمال شرق القاهرة للأسبوع الثالث على التوالي. ومنذ عزل مرسي أدت مسيرات احتجاجية إلى أعمال عنف قتل فيها 99 شخصا على الأقل حيث يتبادل الطرفان الاتهامات عن سقوط هؤلاء الضحايا. واحتجزت الشرطة مئات من أنصار مرسي وأصدرت السلطات أوامر ضبط وإحضار لمعظم قيادات الجماعة. وقال الحداد انه هو نفسه يواجه اتهامات بالخيانة. وعرضت الحكومة الانتقالية على جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في الفترة الانتقالية التي تقود إلى انتخابات جديدة من المتوقع أن تجرى في غضون ستة أشهر. ورفضت الجماعة هذه العروض واعتبرتها مجرد دعاية. وقال الحداد إن السلطات عازمة على تدمير الجماعة لضمان ألا تفوز بأي انتخابات مقبلة، مشيرا إلى أن هذه السياسة سيكون لها رد فعل عكسي بدفع الجماعة للنشاط السري تحت الأرض، حيث تمكنت من البقاء على مدى ستة عقود من الحكم العسكري. وأضاف الحداد أنه لأجل ذلك "هم في حاجة لتوجيه ضربات قوية للجماعة بما يكفي حتى لا تستطيع خوض أي منافسة جديدة. كيف يفعلون ذلك؟ يجمدون الأموال ويعتقلون كبار القادة ويغلقون مقار ومكاتب الحزب والجماعة في أنحاء البلاد ويقتلون الناس في الشوارع".