تتواصل، اليوم السبت وغدا الأحد، فعاليات المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمدينة مراكش في نسخته الثامنة والأربعين وذلك بإحياء سهرات فنية ل21 فرقة فلكلورية من مختلف الأقاليم المغربية، في لوحات مميزة يسهر على إخراجها فريق فني يعتمد على التقنيات الجديدة في مجال الصوت والأضواء. وأثارت العروض الفنية الجميلة، المقدمة من طرف الفرق المشاركة، إعجاب المتتبعين، بفضل طريقة الأداء والإنشاد والرقص المتزن، والتناسق الكبير بين مكونات كل مجموعة فلكلورية على حدة، تجاوبوا معها، وعبروا بالتصفيق عن إعجابهم بها. وسيعيش الجمهور المراكشي، نهاية الأسبوع الجاري، بالمسرح الملكي في مشهده الهندسي الخارجي، الذي يذكر بمسارح اليونان القديمة، لحظات مميزة من الغناء والموسيقى، لفرق موسيقية أكثر موهبة قادمة من مختلف جهات البلاد ومن بعض البلدان الأجنبية، والاستمتاع بأداء الطرب الحساني وتراث الملحون، وتذوق الأغاني الكناوية، للملعم عبد السلام أليكان، المدير الفني لمهرجان كناوة إيقاعات العالم، ومعزوفات الفرقة الفرنسية أوركسترا نسيونال لباريس. وأهم ما يميز دورة هذه السنة هو الاحتفال بالمرأة بالنظر إلى الدور الذي تلعبه داخل الفرق الفلكلورية ومساهمتها في المحافظة على هذا التراث الثمين، المتضمن لإيقاعات وأشعار وأهازيج ورقصات شعبية متفردة تعكس التنوع الحضاري والثقافي لكل منطقة على حدة. وكانت أقوى لحظات المهرجان العروض الفنية التي قدمتها الفرق الفلكلورية المشاركة، التي تعكس غنى وتنوع الثقافة المغربية، وأصالة وتميز نمط عيش المغاربة عبر العصور، إذ استمتع الجمهور بإيقاعات وأنغام محكمة التنظيم بحركات جماعية، وأصوات نسائية، ورقصات في لوحات فنية جميلة. ويراهن المنظمون على الحفاظ على التراث المغربي وتقريبه من المواطن والسائح الأجنبي والرقي به إلى مصاف المهرجانات الأجنبية المماثلة، لترسيخ المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة مراكش على الصعيدين الوطني والدولي، باعتبارها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب.