في محاولة لفهم التطور في عمل الخلايا الإرهابية، تقدم "المغربية" قراءة في تاريخ أبرز الخلايا وكيف حاولت تهييء موطئ قدم لتنظيم القاعدة داخل المغرب حتى يصبح قاعدة خلفية للتخطيط لعمليات دموية. الحلقة السادسة عناصر من الأمن المغربي استغلالا لهذه الإحداثيات الرقمية، وبدعم من مصالح الدرك الحربي، تمكنت مصالح الأمن المكلفة بالبحث من تحديد ثلاث مواقع بمنطقة أمغالا، على بعد 220 كلم من مدينة العيون، تضم ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة الحية، وذلك على الشكل التالي: 30 رشاش من نوع كلاشينكوف، و03 مسدسات رشاشة، وقاذفتين طويلة المدى "إر. بي. جي"، وكمية كبيرة من الخراطيش، و10 عبوات خاصة بالقاذفات، وأخرى مضادة للدبابات، ومجموعة من معدات طبوغرافية تشتمل على خرائط تتعلق بالمناطق الحدودية المغربية الجزائرية. في أعقاب ذلك، باشرت مصالح الأمن مجموعة من التحريات الميدانية بعدد من المدن المغربية، وهي العيون، والدارالبيضاء، والمحمدية، وفاس، وأحفير، والجديدة، والرباط، ووزان. وأسفرت التحريات عن توقيف باقي المتورطين في هذه القضية، ويتعلق الأمر ب25 شخصا من أتباع التيار السلفي الجهادي. وكشفت التحريات الأمنية المنجزة بخصوص خلية أمغالا الإرهابية، عن وجود ارتباط عضوي وثيق بين هذه الخلية وأخرى سبق تفكيكها من طرف مصالح الأمن المغربية في ماي 2007م. فالأمير المزعوم لخلية أمغالا، وعقلها المدبر، والمحرض الرئيسي على تصدير عمليات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى المغرب لم يكن في الحقيقة سوى المدعو نور الدين اليوبي، المبحوث عنه على الصعيد الدولي من طرف القضاء المغربي على خلفية انتمائه لخلية استقطاب وتجنيد وترحيل الراغبين في القتال إلى معسكرات القاعدة في شمال مالي وجنوب الجزائر، التي تم تفكيكها في ماي 2007. أما مبعوثه الشخصي إلى المغرب، الموقوف في إطار خلية أمغالا، الذي كان مكلفا بحمل رسائل مشفرة إلى عناصر التنظيم بالمغرب، بهدف تنصيب قاعدة خلفية للجهاد وتهجير أحد أتباع الخلية إلى مالي، فلم يكن سوى هشام الربجة المبحوث عنه، أيضا، بمقتضى أمر دولي بإلقاء القبض صادر في مواجهته من طرف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط على خلفية تورطه في خلية 2007. ونور الدين اليوبي وهشام الربجة كانا ينتميان إلى خلية إرهابية، تتألف من 34 شخصا، وقع تفكيكها في 02 ماي 2007، بكل من مدن فاس، والناظور، وبني انصار، وأحفير، والدارالبيضاء. المعنيان بالأمر كانا يشكلان حلقة وصل بين أتباع التنظيم بالمغرب وكتيبة طارق بن زياد المتفرعة عن كتيبة الملثمين التي يرأسها مختار بلمختار الملقب ب"العور"، وهو أحد أمراء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والمسؤول عن "المنطقة العسكرية السادسة" في صحراء الجزائر، الذي تبنى واقعة اختطاف وتصفية الرهينتين الفرنسيتين اللتين قتلتا، خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير 2010، بعدما اختطفا من مقهى بجمهورية مالي. مباشرة بعد تفكيك هذه الخلية وتقديم عناصرها أمام القضاء، استقر نور الدين اليوبي وهشام الربجة بمعسكرات كتيبة طارق بن زياد بشمال مالي، بعدما نشرت في حقهما السلطات المغربية أوامر دولية بإلقاء القبض، إذ شرعا في ربط اتصالات سرية مع قواعدهما الخلفية بالمغرب في أفق التحضير لهجمات انتحارية ضد المؤسسات العامة ورجال الأمن والمصالح الأجنبية بالمغرب.