أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الجمعة، على تدشين عدد من المشاريع المندرجة في إطار البرنامج المندمج للتأهيل الحضري لجماعة إمزورن (إقليمالحسيمة)، والذي رصدت له استثمارات بقيمة 581,56 مليون درهم. هكذا، دشن جلالة الملك السوق اليومي للمدينة (10,5 مليون درهم)، ومركز الحرفيين والأنشطة المهنية (16 مليون درهم)، وهما مشروعان مهيكلان يرومان تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة المتجولين، والحفاظ على بعض مهن الصناعة التقليدية المهددة بالاندثار، فضلا عن النهوض بالمنتوجات المحلية وتعزيز تنظيم وهيكلة القطاع. ويشتمل السوق اليومي الجديد، المشيد على مساحة إجمالية قدرها 1400 متر مربع، على 101 محلا تجاريا، إذ سيمكن من إحداث فرص الشغل، والقضاء على البنايات غير اللائقة، والرقي بجمالية المشهد الحضري، وتحسين الجودة والسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية. أما مركز الحرفيين والأنشطة المهنية، الذي أقيم على مساحة مغطاة من 2700 متر مربع، فيتوخى تحسين ظروف عيش الصناع والرفع من مداخيلهم وتكوين الشباب في عدد من المهن التي تتميز بها المنطقة. كما يضم فضاء للإنتاج وتتميم صنع وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية، حيث سيحصل الحرفيون على تكوين مستمر تتمثل أولوياته في النهوض بالعمل التعاوني والأنشطة المدرة للدخل، إلى جانب هيكلة القطاع وتحسين جودة منتوجات الصناعة التقليدية. ويشتمل المركز الجديد على 53 محلا للصناع التقليديين، ومرافق إدارية، وقاعة للصلاة، ومقصف، ومصحة، وفضاءات للعرض. وبهذه المناسبة، سلم جلالة الملك، أيده الله، 24 دراجة نارية ثلاثية العجلات لفائدة الباعة المتجولين للسمك والخضراوات، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما أشرف جلالته على التسليم الرمزي للمفاتيح وشواهد الملكية لفائدة 10 مستفيدين من محلات مهنية داخل المركز الجديد للحرفيين والأنشطة المهنية بإمزورن. ويندرج هذان المشروعان اللذان دشنهما جلالة الملك، حفظه الله، واللذان سيكون لهما وقع اجتماعي جد إيجابي، في إطار البرنامج المندمج للتأهيل الحضري لمدينة إمزورن (2011- 2014)، الذي يشكل موضوع اتفاقية الشراكة الموقعة بين يدي صاحب الجلالة في 7 أكتوبر 2011. ويروم هذا البرنامج الممتد على أربع سنوات، سد العجز الحاصل في تجهيزات القرب، وتأهيل مختلف الشبكات (الكهربائية والإنارة العمومية والتطهير السائل والماء الشروب)، وتطوير الأرضية التجارية على مستوى المدينة، وتعزيز الخدمات التعليمية، والارتقاء بالمشهد الحضري، إلى جانب تحسين حركة السير وحماية المدينة من أخطار الفيضانات. وتم إنجاز مجموعة من الأشغال في إطار هذا البرنامج المندمج، خاصة مشاريع إعادة تهيئة الأحياء ناقصة التجهيز وتأهيل الطرق، والتي عبأ لها غلاف مالي قدره 177,7 مليون درهم، وتقدمت الأشغال بها بنسبة 57 بالمائة، وتلك المتعلقة بإعادة التأهيل وتقوية وتوسيع شبكات الكهرباء والإنارة العمومية والتطهير السائل والماء الشروب (102,3 مليون درهم) التي بلغت نسبة إنجازها ما بين 35 و100 بالمائة. وتندرج حماية مدينة إمزورن من أخطار الفيضانات، أيضا، ضمن البرنامج المندمج للتأهيل الحضري لمدينة إمزورن. ومن شأن هذا المشروع الذي يوجد في مرحلة إنجاز متقدمة، التخفيف من آثار فيضانات وادي المالح وإعثمانن والتحكم في صبيب واد المالح. كما تعرف البنيات التحتية الاستشفائية الزخم نفسه، حيث يوجد مستشفى محلي في طور البناء بالمدينة، وذلك باستثمار إجمالي قدره 43 مليون درهم. ويروم هذا المشروع الذي يقارب معدل إنجازه 35 بالمائة، تطوير البنيات التحتية الاستشفائية، وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، وتخفيف الضغط على المركز الاستشفائي الجهوي بالحسيمة، ومصاحبة النمو الحضري الذي تشهده مدينة إمزورن. ومن جهة أخرى، ستتعزز البنيات التحتية المدرسية، في أفق قريب، من خلال بناء مدرسة بحي "آيت امحند"، وثانوية تأهيلية بحي "الرابع"، ومدرسة وإعدادية بحي "بركم"، وذلك باستثمار إجمالي يفوق 34 مليون درهم. أما مشروع تأهيل المنطقة الصناعية لإمزورن، فقد حقق نسبة إنجاز قدرها 90 بالمائة، في حين بلغ معدل إنجاز المشروعين المتعلقين ببناء دار للصانع ومحطة طرقية، على التوالي، 70 و65 بالمائة.