تجسدت العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، لقطاع الصناعة التقليدية وإرادته في جعله رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يوم الخميس بوجدة، من خلال تدشين جلالته لمركز للتأهيل المهني في فنون الصناعة التقليدية وكذا إشراف جلالته على إطلاق بناء مركب مندمج للصناعة التقليدية. ويروم هذان المشروعان، اللذان رصدت لهما اعتمادات بمبلغ 3ر24 مليون درهم، تأهيل قطاع الصناعة التقليدية وإدماجه ضمن النسيج الاقتصادي المحلي والوطني، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للحرفيين فضلا عن تثمين منتوجات هذه الصناعة وتأطير الحرفيين. وهكذا، فإن مركز التأهيل المهني في فنون الصناعة التقليدية، الذي دشنه جلالة الملك، يهدف إلى تمكين الشباب من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، وذلك عبر تبني مقاربة التكوين بالتدرج وتنظيم دورات للتكوين المستمر لفائدة الحرفيين. أما المركب المندمج للصناعة التقليدية، فيشكل أداة للنهوض بالقطاع والحفاظ على الهوية الثقافية ونقل الخبرات الأصيلة وملاءمة منتوجات الصناعة التقليدية مع معايير الجودة وإكراهات سوق الشغل. كما ترأس جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس بوجدة، حفل التوقيع على الاتفاقية المتعلقة بالبرنامج المندمج للتنمية الحضرية للمدينة (2013 - 2016)، وهو برنامج طموح هدفه مواكبة التنمية الاقتصادية والحضرية والديموغرافية التي تشهدها عاصمة الجهة الشرقية. ويتمحور هذا البرنامج ،الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 826 مليون درهم، حول خمسة محاور أساسية، هي تقوية شبكات الطرق، والماء الشروب والتطهير السائل وحماية البيئة وتطوير البنيات التحتية الرياضية والفضاءات الترفيهية، إلى جانب النهوض بالأنشطة الثقافية ودعم العمل الاجتماعي، لاسيما عبر إعادة إيواء قاطني البنايات الآيلة للسقوط وتلك المهددة بالفيضانات. ووقع على الاتفاقية المتعلقة بهذا البرنامج السادة امحند العنصر وزير الداخلية، ومحمد نبيل بن عبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، ومحمد أوزين وزير الشباب والرياضة، وعزيز الرباح وزير التجهيز والنقل، وفؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة ومحمد أمين الصبيحي وزير الثقافة . كما وقع هذه الاتفاقية كل من المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي، ووالي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة- أنكاد السيد محمد امهيدية، ورئيس الجهة علي بلحاج، ومدير وكالة تنمية الجهة الشرقية محمد امباركي، ورئيس الجماعة الحضرية لوجدة السيد عمر احجيرة، ورئيس مجلس عمالة وجدة- أنكاد السيد لخضر حدوش ، والمدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة السيد رشيد بنشيخي. وبهذه المناسبة، أعطى جلالة الملك، انطلاقة أشغال بناء الطريق الحضرية الرابطة بين شارع الجيش الملكي والطريق الدائرية الغربية لمدينة وجدة. ويروم هذا المشروع الذي خصص غلاف مالي قدره 65 مليون درهم، تخفيف ضغط حركة المرور عن الجزء الغربي للمدينة، لاسيما قنطرة محمد الخامس، حيث يهم إنجاز طريق مزدوجة عرضها 5ر7 متر على طول5ر2 مع ممر سفلي ومنشأتين فنيتين. وفي نفس الإطار، أشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس، على تدشين الشطر الأول من مركز ترحيل الخدمات »وجدة شور«، وهو المشروع الذي سيدخل الجهة الشرقية في عصر ترحيل الخدمات »الأوفشورين«، وذلك من خلال توفيره لبنيات تحتية ذات مستوى عالمية إضافة إلى خدمات التدبير والتنشيط. ويندرج هذا المشروع في سياق المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي تروم تحفيزالاستثمار، وتشجيع إحداث المقاولات الصغرى والمتوسطة من طرف الشباب، إلى جانب تمكين الجهة من التجهيزات الأساسية الضرورية وتشجيع المشاريع الاقتصادية الكبرى ذات الأولوية. وعلى غرار »الدارالبيضاء نيرشور«، و»تطوان شور«، و»تكنوبوليس الرباط«، يأتي القطب التكنولوجي لوجدة لتعزيز الإستراتيجية الجهوية لعروض ترحيل الخدمات بالمغرب، حيث ستساهم هذه الأرضية، إلى جانب القطب الفلاحي لبركان والمنطقة الصناعية للناظور، في التنمية المندمجة للجهة الشرقية وتعزيز موقعها على المستويين الوطني والدولي.