باشر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بورزازات، منذ بداية الأسبوع الجاري، تحقيقاته الأولية مع مديرة وكالة بريدية، متهمة باختلاس حوالي 34 مليون سنتيم من الوكالة البريدية المذكورة. وحسب مصادر مطلعة، فإن المتهمة، الموجودة رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي لورزازات، أوقفت من طرف المصالح الأمنية، عندما تبين أنها هي العقل المدبر لعملية سطو تعرضت لها الوكالة، بعد ظهر الجمعة الماضي، من طرف شخصين كانا مدججين بأسلحة بيضاء، مستغلين غياب الحراسة الأمنية الخاصة وانهماك المارة في صلاة الجمعة، قبل أن يلوذا بالفرار. وأضافت المصادر ذاتها أن التحريات الأولية للمصالح الأمنية قادت إلى إيقاف الشخصين المذكورين، خلال حملة أمنية بالمنطقة، خصوصا بعد تحديد صورة تقريبية لهما بناء على مواصفات كاميرا المراقبة الخاصة بالوكالة وتحليل المعطيات التي توفرت لدى الشرطة العلمية. ويتضح، من خلال إعادة تمثيل وقائع عملية السطو، التي جرت بحضور نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، وحظيت بمتابعة جماهير غفيرة احتشدت قرب مسرح الجريمة، أن المتهمين، اللذين أحضرا تحت حراسة أمنية مشددة، أعدا خطة محكمة بمساعدة شريكتهما المفترضة في السرقة، أي مديرة الوكالة، لتنفيذ عملية السطو، إذ اقتحما في منتصف نهار الجمعة الوكالة البريدية وأشهرا السلاح الأبيض في وجه المديرة، وكبلاها قبل أن يسطوا على المبلغ المالي المذكور ولاذا بالفرار.