أسدل الستار، مساء أول أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مراكش للضحك، بتقديم سهرة حافلة بالعروض الفكاهية، قدمها ثلة من الكوميديين المرموقين المغاربة والأجانب. ولقيت العروض، التي قدمت في الهواء الطلق، بالمعلمة التاريخية قصر البديع، استحسان الجمهور الغفير، الذي حج لتتبع عروض عدد من الكوميديين وتقاسم لحظات من الضحك والبهجة. وخلال أزيد من ساعتين٬ تابع عشاق الفكاهة والضحك عروض أزيد من 10 كوميديين توالوا على خشبة العرض، أمثال الفكاهي الكيبيكي من أصل مغربي رشيد البادوري٬ وفرانك دوبوسك، وفرانسوا كزافيي دوميزون، وماليك بنطلحة، وباتريس تيبو، وغيرهم. واستطاع الدبوز أن يلهب حماس الجمهور العريض الذي حضر الحفل، حسب طريقته وأسلوبه الخاص٬ بتقديم عروض ممتعة وشيقة يطغى عليها طابع هزلي متميز. وحسب المنظمين، فإن الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للضحك ربحت رهان إبراز مكانة الضحك كلغة كونية، تنمحي أمامها الحدود وكافة الاعتبارات الدينية أو العرقية. وأضافوا، في تصريحات ل "المغربية"، أن الطبعة الثالثة للمهرجان لاقت نجاحا على جميع المستويات، من خلال انخراط الجمهور في مشاهدة مختلف العروض، معتبرين أن الثقة والتميز اللذين أصبح المهرجان يتفرد بهما، تضعان منظمي هذه التظاهرة الفنية أمام واقع رفع التحدي للاحتفاظ بالمكاسب التي حققها المهرجان. وأعرب الدبوز٬ خلال ندوة صحفية عقدها صباح السبت الماضي٬ عن اعتزازه بالبعد الدولي الذي اتخذه هذا المهرجان٬ إذ تبوأ مكانة ممتازة بين المهرجانات المخصصة للضحك عبر العالم٬ مؤكدا أن اللجنة المنظمة تسعى إلى جعل هذا المهرجان ينفتح أكثر٬ عبر دعوة كوميديين من إفريقيا والهند والصين للمشاركة في الدورات المقبلة. ومن بين اللحظات القوية في هذه التظاهرة الفنية٬ حفل الافتتاح الذي نشطه الفنان حسن الفد، واختار له اسم "الحلقة"، وشارك فيه مجموعة من منشطي ساحة جامع الفنا٬ بالإضافة إلى فكاهيين أجانب ومغاربة، وتابعه جمهور غفير من عشاق هذا الفن، من مختلف الفئات العمرية، إذ شكل مزيجا بين التقليد الشفهي المتعارف عليه بالمدينة الحمراء ومهارة فنانيها في الإبداع وخلق الفرجة، ونظرائهم المرموقين على الصعيد الدولي في مجال الفكاهة. وتضمنت الدورة الثالثة للمهرجان برنامجا غنيا ومتنوعا مليئا بالمواقف الهزلية، إذ قدم الفنان حسن الفد، في ثالث أيام المهرجان، آخر أعماله الفنية تحمل عنوان "عين السبع"، التي تعد سيرة ذاتية في قالب هزلي، تستحضر ذكريات طفولة الفنان ومغامراته في الحي الذي ترعرع فيه، كما تضمن البرنامج عرضا بفضاء ساحة جامع الفنا للأفلام الكوميدية الكلاسيكية، وتنظيم مباراة خيرية بالملعب الكبير لمراكش، عاد ريعها لجمعية الكرم لحماية الطفل في وضعية صعبة.