جمال الدبوز: المهرجان يحمل رسالة التسامح والسلام قال الفكاهي والممثل والمنتج الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز، يوم السبت الماضي بالمدينة الحمراء، إن مهرجان مراكش للضحك، الذي يعتبر حدثا ثقافيا، يحمل رسالة التسامح والسلام، ويخلق جسور بين مختلف الثقافات. واعتبر الدبوز، في ندوة صحفية نظمها بحضور الفنانين الكوميديين المشاركين في الدورة الثالثة لمهرجان مراكش للضحك الذي اختتم يوم أمس الاحد، أن هذه التظاهرة تساهم في تعزيز صورة المغرب على الصعيد الدولي، وذلك من خلال مشاركة فكاهيين يمثلون مختلف الديانات والثقافات وبحضور جمهور كبير من المغاربة والأجانب. وثمن الفنان الدبوز، مؤسس هذا المهرجان، العمل الكبير الذي قام به أعضاء اللجنة التنظيمية لتحضير برنامج غني ومتنوع وشيق، مبرزا أن الفنانين الفكاهيين يستجيبون كل سنة لدعوة المشاركة وبدون تردد، رغبة منهم في عرض إنتاجاتهم الفنية خلال هذه التظاهرة ذات الطابع الدولي. وأعرب عن سعادته لكون الدورة الثالثة لمهرجان مراكش للضحك حققت نجاحا كبيرا، حيث تقدم العروض كل ليلة بشبابيك مغلقة، موضحا أن فقرات هذا المهرجان ستبث لاحقا في عدد من القنوات الوطنية والدولية. ومن جهته، أبرز الفنان الكوميدي المغربي حسن الفد أن « الحلقة» باعتبارها مصدر إلهام وتراث مغربي أصيل، استطاعت أن تفرض نفسها منذ انطلاق هذه التظاهرة، وأصبحت بالتالي تقليدا في هذا الحدث الثقافي. أما الفكاهي الإيفواري من أصل مغربي طاهر لزرق المعروف على الساحة الفنية باسم «والاص»، الذي قدم عروضا في عدد من المسارح بإفريقيا الغربية، فأبرز، من جانبه، أن مهرجان مراكش للضحك يعتبر بالنسبة له فرصة حقيقية لا تعوض، مشيرا إلى أن المشاركة في هذه التظاهرة، تساهم في تحقيق الحلم الذي يراوده في هذا المجال. وأكد باقي الكوميديين المشاركين في هذه التظاهرة أن هذا المهرجان تمكن من تعزيز مكانته سنة بعد أخرى بين المهرجانات الدولية، فضلا عن كونه أضحى يشكل مناسبة للفكاهيين الشباب للتألق وسط فنانين متمرسين. وتضمنت الدورة الثالثة لمهرجان مراكش للضحك برنامجا غنيا ومتنوعا مليء بالمواقف الهزلية من إخراج فنانين متمرسين أمثال حسن الفد، الذي قدم، آخر أعماله الفنية التي تحمل عنوان «عين السبع»، التي تعتبر سيرة ذاتية مقدمة في قالب هزلي، تستحضر ذكريات طفولة الفنان ومغامراته في الحي الذي ولد فيه. وشارك في هذه الدورة، التي تعتبر أيضا مناسبة للكوميديين الصاعدين لتقديم أعمالهم الفنية والالتقاء بجمهور محب لهذا النوع من الفن، كوميديين مغاربة وأجانب من بينهم هارون، وإيكو كمار، ومالك بنطلحة ويوسف كسيير. وتميز الحفل الختامي لهذه التظاهرة الفنية، الذي أقيم بقصر البديع بالمدينة القديمة لمراكش، بمشاركة أبرز الفنانين الكوميديين المرموقين على الصعيد الدولي من ضمنهم جمال الدبوز، وفرانك دوبوسك، وأنطوني كافاناغ، وجوناتان، ولامبير أودري، ولامي كاميل الساحر . كما تضمن برنامج الدورة عرضا بفضاء ساحة جامع الفنا للأفلام الكوميدية الكلاسيكية علاوة على مباراة خيرية أقيمت يوم الجمعة الماضي بالملعب الكبير بمراكش، جمعت بين فريق الرياضيين الذي ضم عددا من نجوم كرة القدم المغاربة والأجانب بفريق الفنانين. وتدخل هذه المباراة في إطار الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي والتضامني التي تنظمها مؤسسة المهرجان، الهادفة الى دعم الجمعيات المغربية، حيث سيرجع ريع هذه المباراة إلى جمعية الكرم لحماية الأطفال في وضعية صعبة. وشارك في هذه المباراة عدد من نجوم كرة القدم المغاربة والأجانب من بينهم الأخوان مصطفى ويوسف حجي والمهدي كارسيلا وإيريك أبيدال ومارسيل دوسايي وكلود ماكيليلي. وشكلت هذه المباراة التي تابع أطوارها جمهور متحمس من ضمنهم عبد الله السطاتي وعزيز بودربالة ولاعبو المنتخب المغربي ومدربه رشيد الطاوسي وأطفال تابعون لهذه الجمعية، مناسبة لإبراز ملكات الفنانين الفكاهيين في كرة القدم أمام محترفين في هذه اللعبة، مما جعل لحظات هذا اللقاء محطة للإثارة والتشويق والاستمتاع بفضاء الملعب الكبير. تجدر الإشارة إلى أن جمعية الكرم، التي تأسست سنة 1997 والتي تعتبر جمعية ذات منفعة عامة، تهتم رعاية وحماية الأطفال في وضعية صعبة ( الأطفال المتخلى عنهم وأطفال الشارع والأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الفقر والتهميش )، والعمل على تأهيلهم للاندماج في المجتمع وذلك بشراكة مع كل الفاعلين المهتمين بهذا الميدان .