رفض رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اتهامات المتظاهرين بانتهاج حكومته أسلوبا استبداديا. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله :"عندما يطلقون على شخص هو خادم للشعب أنه ديكتاتور، فليس لدي ما أقوله". متظاهرون أتراك يحتجون ضد الحكومة (خاص) يذكر أن مظاهرات عارمة تجتاح تركيا منذ أيام احتجاجا على خطط بناء للحكومة في ساحة تقسيم جيزي بمدينة اسطنبول، وازدادت حدة الاحتجاجات مع قيام الشرطة التركية بفض مخيم لمعتصمين داخل متنزه بالساحة بالقوة يوم الجمعة المنصرم. من جهته، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إلى إنهاء التظاهرات المناهضة للحكومة، التي تهز تركيا، منذ ثلاثة أيام، معتبرا أنها ستضر ب"سمعة" تركيا في العالم. وقال الوزير التركي في حسابه على تويتر إن "استمرار هذه التظاهرات لن يؤدي إلى أي مكسب، بل على العكس سيضر بسمعة بلادنا التي تحظى بالإعجاب في المنطقة والعالم". وأسف لكون هذه الأحداث طغت على التقدم الذي أحرزته الحكومة الإسلامية المحافظة على صعيد حرية التعبير، منذ تسلمها الحكم العام 2002، وقال "هذا ليس عادلا". لكنه اعتبر أن "تركيا تتمتع بما يكفي من القوة والنضج لتجاوز هذا الامتحان". وحضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا الحكومة التركية على ضبط النفس في مواجهة الحركة الاحتجاجية. ميدانيا، استخدمت الشرطة التركية بعد ظهر أول أمس الإثنين، الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين في أنقرة، في اليوم الثالث من حركة الاحتجاج على الحكومة التركية، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. وتدخلت قوات الأمن مرارا في محيط ساحة كيزيلاي المركزية لمنع ألف متظاهر من التوجه إلى مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع من دون تمييز على الحشد الذي حضر للتظاهر ضد الحكومة الإسلامية المحافظة. وقالت إحدى المتظاهرات غوزدي اوزديمير (27 عاما) "التدخل مستمر، الشرطة لا تكف عن صد المتظاهرين، الذين لا يشكلون أي تهديد لها. نواجه صعوبة كبيرة في التنفس". وتحدثت المتظاهرة عن إصابة العديد من الأشخاص. وتوفي أمس الثلاثاء، في احد مستشفيات جنوب تركيا شاب يبلغ من العمر 22 عاما متأثرا بإصابته بالرصاص خلال تظاهرة احتجاجية في محافظة هاتاي الجنوبية الحدودية مع سوريا، كما أفادت شبكة "ان تي في" التلفزيونية الخاصة. وقالت الشبكة نقلا عن بيان لمجلس محافظة هاتاي إن "عبد الله كوميرت أصيب بجروح بالغة بإطلاق نار مجهول المصدر"، مضيفة أن الشاب ما لبث أن توفي في المستشفى متأثرا بجروحه. وبذلك يرتفع إلى اثنين عدد المتظاهرين الذين قتلوا في التظاهرات العنيفة التي تشهدها تركيا، منذ حوالي أسبوع، احتجاجا على سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي برئاسة رجب طيب أردوغان. ومساء الأحد قتل متظاهر شاب في اسطنبول بسيارة صدمت جمهورا من المحتجين المعارضين للحكومة الإسلامية المحافظة كما أعلن اتحاد الأطباء الأتراك. وأكدت قناة "ان تي في" أن الشرطة فتحت تحقيقا لتبيان ملابسات الحادث والجهة التي أطلقت النار على الشاب. نقلت القناة عن النائب حسن اكجول، الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أبرز حزب معارض، أن كوميرت كان عضوا في شبيبة الحزب. ولليوم الخامس على التوالي تواصلت التظاهرات الاحتجاجية في تركيا، حيث استخدمت الشرطة التركية ليلا قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين رددوا شعارات مناهضة للحكومة التركية ورشقوا قوات الأمن في أنقرةواسطنبول بالحجارة.