تواصلت الاحتجاجات في تركيا، اليوم الاثنين ولليوم الرابع على التوالي، وشهدت العاصمة أنقرة والمدن الرئيسية اسطنبول وأزمير وأضنة مواجهات بين الشرطة والمحتجين. ونقلت الصحف التركية عن وزير الداخلية التركي محمد جولر قوله إن أكثر من 200 تظاهرة وقعت في 67 مدينة في مختلف أنحاء تركيا.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن الاحتجاجات المستمرة في المدن التركية تواصلت اليوم الإثنين 3 يونيو وأفضت إلى اشتباكات جديدة بين المحتجين ورجال الشرطة. وقام المحتجون في بعض المدن بمهاجمة ممثليات حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم. وقام المتظاهرون في مدينة إزمير، التي تعد الثالثة من حيث عدد السكان، برمي الزجاجات الحارقة على مكتب الحزب. مما أدى، كما أفادت وسائل الإعلام، إلى احتراق المبنى.
وحاول المحتجون في اسطنبول صباح اليوم الإثنين اقتحام مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أوردوغان ولكن الشرطة تمكنت من صدهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
وتستمر الحملات الاحتجاجية الشعبية في المدن التركية منذ نهاية الأسبوع الماضي، ويعترض المحتجون على خطط السلطات لبناء مركز تجاري ترفيهي مكان حديقة غازي في اسطنبول.
وكان رئيس الوزراء رجب طيب أوردوغان قد صرح سابقا بأن إعادة تنظيم الساحة تجري بهدف التخفيف من أزمة السير فيها وأنه لا ينوي التخلي عن هذه الخطة.
وحسب قوله، فإن المشاركين في الاحتجاجات "يقوضون الأسس الديمقراطية" بتصرفاتهم هذه.
وقامت الشرطة خلال اشتباكاتها مع المحتجين منذ يوم الجمعة الماضي باعتقال أكثر من 2000 شخص. وتجري الاحتجاجات في بعض المدن مثل اسطنبولوأنقرة وأنتاليا وإزمير وكونيا.
وقلل رئيس الوزراء التركي من شأن حركة الاحتجاج التي تعم البلاد منذ ثلاثة ايام والتي تخللتها مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين اوقعت مئات الجرحى، متهما المحتجين بانهم "حفنة من المخربين" ومتحديا معارضيه بانهم اذا جمعوا مئة الف متظاهر ضده فسيجمع هو مليون متظاهر مؤيد له.
وامام جمع من مؤيديه الاحد أكد اردوغان انه لن يتراجع عن مشروع تطوير ساحة "تقسيم" الذي اشعل فتيل الغضب الشعبي، مشددا على ان ما شهدته البلاد من احتجاجات عنيفة يقف وراءها "حفنة من المخربين".
وأضاف "إذا أرادوا تنظيم تجمعات، إذا كانت هذه حركة اجتماعية، عندها عندما يجمعون 20 شخصا سأجمع 200 ألف وعندما يجمعون 100 ألف شخص سأجمع مليون شخص من أنصار حزبي".
واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض بتحريض المحتجين الذين وصفهم ببضعة لصوص، وقال إن هذه الاحتجاجات تهدف إلى حرمان حزبه العدالة والتنمية الحاكم من الأصوات في الانتخابات التي تبدأ العام المقبل، إلا أن الحزب نفى اتهامات أردوغان ونصحه باستخلاص العبر من كل هذه التطورات.
وفي مقابلة مع قناة "شو تي في" التلفزيونية الخاصة واصل اردوغان تحديه للمتظاهرين الذين يتهمونه بالسعي الى "أسلمة" المجتمع التركي، مؤكدا أنه سيتم تشييد مسجد في ساحة تقسيم.
وقال "نعم، سنقوم أيضا ببناء مسجد. ولن أطلب اذنا من رئيس حزب الشعب الديموقراطي (اكبر احزاب المعارضة) او من حفنة من المخربين للقيام بذلك. من صوتوا لنا (في الانتخابات) منحونا السلطة للقيام بهذا الامر".
وأضاف "يصفوني بالديكتاتور. اذا كانوا يشبهون خادما متواضعا بالديكتاتور فانا لا أعرف ماذا اقول".
كما دافع رئيس الوزراء التركي عن القانون الذي اقره البرلمان الاسبوع الماضي والقاضي بتقييد حرية بيع وشرب الخمور، وقال إن "من يشرب الخمر هو مدمن على الخمر"، قبل أن يستدرك قائلا "لا أقصد كل الناس بل أولئك الذين يشربون الخمر بانتظام".
ولكن اردوغان ناشد الاتراك عدم الانجرار الى الشارع، وقال في المقابلة التلفزيونية مخاطبا مواطنيه "اذا كنتم تحبون تركيا، اذا كنتم تحبون اسطنبول، لا تنجروا وراء هذه الالاعيب".
وواصل المتظاهرون الاتراك ، أمس الأحد في اليوم الثالث لتحركهم، الضغط على حكومة اردوغان عبر احتلال ساحة تقسيم في اسطنبول، فيما اندلعت حوادث جديدة ولا سيما امام مكتب اردوغان حيث استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق الاف المتظاهرين الذين اشتبكوا معها في صدامات استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.