عقد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج عبد اللطيف معزوز? أمس الأحد٬ لقاء تواصليا موسعا مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بمنطقة واشنطن الكبرى (فيرجينيا وماريلاند) وذلك في إطار جولة تقوده أيضا إلى عدد من الولاياتالأمريكية. وأكد معزوز٬ في كلمة خلال هذا اللقاء٬ الذي حضره سفير المغرب بواشنطن٬ رشاد بوهلال٬ أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز جهود الحكومة المغربية الرامية إلى توثيق روابط التعاون المشترك بين المغرب والبلدان المستقبلة للجالية المغربية المقيمة في الخارج٬ وتبادل وجهات النظر معها من أجل تدبير أفضل لشؤونها? مشيرا إلى أنها ستمكن من استشراف فرص توسيع مجال وجود الجالية المغربية بهذه الدول وتثمين مساهمتها المثمرة في تنميتها. واستعرض الوزير٬ في هذا السياق٬ مختلف الأوراش التي أطلقها المغرب٬ والتي تشكل فرصا تحفز وتؤطر مساهمة مغاربة العالم في ورش التنمية الوطنية سواء من خلال استثماراتهم أو تعبئة كفاءاتهم ومشاركتهم في الحياة العامة من خلال المؤسسات الجديدة التي جاء بها الدستور الجديد. وأوضح معزوز أن المغرب دشن في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسارا إصلاحيا طموحا على جميع الأصعدة٬ السياسية والاقتصادية والاجتماعية٬ خصوصا على مستوى الالتزام بترسيخ دولة الحق والقانون وقيم المواطنة المسؤولة٬ ووضع مؤسسات تسهر على ضمان حريات المواطنين٬ وإعادة هيكلة الحقل الديني٬ علاوة على نهج سياسة اقتصادية تقويمية وفتح أوراش بناءة بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والقضاء على الفقر والتمييز الاجتماعي. وأكد أن المغرب يراهن على استثمار أفضل لمساهمة مغاربة العالم٬ وخصوصا المقيمين بالولايات المتحدة٬ في الإشعاع العالمي للمغرب٬ من خلال تعزيز وتطوير نقل المعرفة والمساهمة في تنمية البلاد عبر التجارب والتراكمات المعرفية لمغاربة العالم. ودعا الوزير أفراد الجالية إلى الاجتهاد من أجل تعايش أفضل مع ثقافة المجتمع الذي يقيمون به٬ وتقديم النموذج عن قيم الانفتاح والحوار التي تتميز بها المملكة٬ والدفاع عن القضايا الوطنية بكيفية عقلانية وناجعة٬ عن طريق إبراز حصافة الحجج المغربية لدى وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني ببلد الإقامة. على صعيد آخر٬ قام عبد اللطيف معزوز بزيارة إلى أكاديمية ابن خلدون٬ الواقعة بمنطقة ألكسندريا بفرجينيا (واشنطن دي سي)? حيث قام بجولة بمرافق هذه المؤسسة التربوية٬ التي تسهر من خلال برنامج تعليمي وتربوي٬ على الحفاظ على هوية أطفال الجالية المغربية وتحصينهم اجتماعيا وثقافيا? وتوطيد صلتهم بالثقافة والتراث المغربيين والإسلاميين. وتقدم أكاديمية ابن خلدون٬ حسب مديرها أبو بكر أبي السرور٬ وهو موظف سابق بالبنك الدولي٬ برنامجا تربويا أسبوعيا? يتضمن ساعتين لتعليم اللغة العربية? تليها ساعة للتربية الإسلامية تتخللها حصص لتحفيظ القرآن الكريم? ثم ساعة لتلقين اللغة الفرنسية? أي ما يعادل أربع ساعات أسبوعيا. ومن المقرر أن يعقد معزوز في غضون الأسبوع الجاري لقاءات مماثلة مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بكل من أورلاندو (فلوريدا) وهيوستن (تكساس) ولوس أنجلس (كاليفورينا) ونيويورك. وخلال ندوة احتضنتها جامعة جورج واشنطن٬ أمس٬ حول الإصلاحات السياسية والقانونية بالمغرب٬ أبرز السيد معزوز المساهمة الهامة للجالية المغربية المقيمة بالخارج٬ على جميع المستويات٬ في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة٬ معتبرا أنها تمثل "عاملا هاما لتغيير" المجتمع المغربي. وشدد الوزير على الدور الذي يضطلع به أفراد الجالية المغربية بالخارج خصوصا في مجال نقل المعارف والكفاءات والتنمية البشرية والاقتصادية نحو المغرب٬ داعيا في هذا الصدد إلى تطوير هذه المساهمة حتى لا تكون من قبيل الصدفة٬ وإنما تندرج في إطار مهيكل واضح المعالم. كما شدد على أهمية مغاربة العالم باعتبارهم رافعة لتنمية العلاقات بين بلدان الاستقبال والمملكة٬ وذلك من خلال انخراطهم في الحياة العامة لبلدان الإقامة. وبخصوص وضعية المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة٬ أكد معزوز أن أفراد هذه الجالية مدعوون للمساهمة في توسيع مجالات وحجم المبادلات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والولايات المتحدة٬ اللذين تربطهما اتفاقية للتبادل الحر منذ سنة 2006. ولاحظ الوزير٬ في هذا السياق٬ أن اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة٬ التي تشكل اتفاقية تجارية متكاملة٬ تتيح فرصا واسعة للتبادل والاستثمار٬ داعيا المغاربة المقيمين بأمريكا إلى المساهمة في تعزيز هذه المبادلات من خلال الاضطلاع بدور في إلغاء كل الحواجز النفسية التي تفرق بين الفاعلين التجاريين المغاربة والأمريكيين. وبخصوص مسلسل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشجاعة التي انخرط فيها المغرب منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش البلاد٬ أبرز السيد معزوز أن هذا المسلسل توج باعتماد دستور ديمقراطي في يوليوز 2011٬ الذي يكرس فصلا واضحا بين السلط التشريعية والتنفيذية والقضائية. ولاحظ أن الدستور المغربي الجديد يعد من الدساتير العالمية النادرة التي خصصت ثلاثة فصول للجالية المقيمة بالخارج٬ ويقر بأحقيتها في التصويت والمشاركة في جميع الاستحقاقات الانتخابية بالمغرب٬ مع حماية جميع حقوقها ومصالحها المشروعة٬ والحفاظ على هويتها الوطنية.