طالبت جمعيات آباء وأمهات تلميذات وتلاميذ الثانوية التأهيلية العهد الجديد والثانوية الإعدادية كلاز بغفساي، وجمعيات المجتمع المدني بالمنطقة، خلال وقفة احتجاجية، نظمت الأربعاء الماضي، بكلاز المركز، لحماية التلميذات من المضايقات والاعتداءات أمام المؤسسات التعليمية. قال محمد أولاد عياد، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، ل"المغربية"، إن المضايقات والاعتداءات على الفتيات أمام المؤسسات التعليمية تساهم في ارتفاع الهدر المدرسي، وأن عددا من الآباء يطالبون بتوفير الحماية للفتيات بغية الاستفادة من حقهن في التمدرس. وجاء غضب آباء وأولياء تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية بالمنطقة بعدما سجلوا ارتفاع الظاهرة التي تحرم فتياتهن من حقهن في التعليم، وفصلهن عن الدراسة لحماية حياتهن، مشيرا إلى وجود عوامل عدة تجعل الشباب يعترضن سبيل الفتيات خلال عودتهن من المدارس، حيث يتعرضن للتحرش والمضايقات وكانت محاولة الاختطاف التي تعرضت لها إحدى الفتيات خلال عودتها من رحلة مدرسية نظمت إلى جماعة بوعادل، النقطة التي أفاضت الكأس، وحركت فعاليات جمعوية للمطالبة بضرورة توفير الأمن لحماية فتيات المنطقة. وربط أولاد عياد ظاهرة الاعتداء على الفتيات من طرف الشباب بعوامل عدة من بينها ارتفاع الأجرة اليومية التي يتقاضاها عمال ضيعات القنب الهندي، إذ أن المنطقة تستقطب اليد العاملة من جميع المناطق، بغية العمل في حقول "الكيف" بمقابل يبلغ 150 درهما لليوم الواحد. وفي هذا الإطار، اعتبر أولاد عياد أن العمليات التحسيسية ضد زراعة القنب الهندي عمليات شكلية لأنها لم تفلح في القضاء على الظاهرة، مشيرا إلى وجود إشاعات حول تقديم إتاوات مقابل استمرار النشاط الفلاحي بالمنطقة، مشيرا إلى وجود فلاحين يعتمدون على زراعة القنب الهندي في كسب قوتهم اليومي. وشهدت منطقة كلاز هذه السنة تأخرا في وفود من عمال حقول الكيف، بسبب تباين التساقطات المطرية، إذ أن الزراعة البورية ستشهد تأخرا، مقارنة مع السنوات الماضية، وأن عددا من الفلاحين تجندوا منذ بداية فصل الربيع لإنقاذ الموسم الفلاحي، حيث تشهد المنطقة رواجا تجاريا لدى باعة المضخات المائية والأسمدة، فيما ستعرف الآبار ومجاري المياه استنزافا للثروة المائية بسبب استعمالها في زراعة "الكيف". وفي هذا الإطار، أدان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي ما وصفه ب "صمت السلطات الأمنية عما يتعرض له التلميذات من تحرشات ومضايقات بمحيط المؤسسات التعليمية وبالطرقات والمسالك التي تربط الدواوير والمؤسسات التعليمية بكلاز المركز". وأفادت الجمعية في بيان، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنها توصلت "بعريضة استنكارية ومطلبية من مواطنين، ومواطنات، ورؤساء جمعيات آباء وأمهات تلميذات وتلاميذ الثانوية التأهيلية العهد الجديد، والثانوية الإعدادية كلاز، وجمعيات المجتمع المدني بكلاز، عبروا من خلالها عن استنكارهم عن استفحال الجريمة، وبشكل ملحوظ التحرش بالتلميذات". وورد في البيان نفسه أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، قام بتحريات على ضوء العريضة، واتصل ببعض الضحايا، الذين تحدثوا عن وجود اعتداءات، ولمضايقات لتلميذات الثانوية التأهيلية العهد الجديد والثانوية الإعدادية كلاز بمحيط المؤسسات، وكذلك بالمسالك الرابطة بين الدواوير والمؤسسات التعليمية. واعتبر المصدر نفسه استفحال هذه الظاهرة نتيجة ما أسماه "غياب الأمن"، ملمحا إلى وجود بعض ذوي السوابق القاطنين بكلاز المركز، حيث مازالوا يزاولون نشاطاتهم الإجرامية. وتحديا للسكان، والسلطات المحلية، وآباء وأمهات التلاميذ، يقول المصدر، قامت هذه العصابة الإجرامية، يوم 12 ماي الجاري، بمحاولة اختطاف بعض التلميذات المشاركات في رحلة مدرسية، حسب البلاغ ذاته. وأشار المصدر أيضا إلى أن ما وصفه ب "تردي الوضع الأمني، وارتفاع ضحايا التحرشات، وهتك عرض القاصرين تعتبر من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع نسبة عزوف التلميذات والتلاميذ عن التمدرس، خاصة بدائرة غفساي". وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كلا من عامل الإقليم، والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، ووكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بفاس، بالتدخل العاجل من توفير الأمن وضمان سلامة التلميذات بكلاز وبالمسالك الرابطة بين الدواوير والمؤسسات التعليمية.