أسدل الستار، نهاية الأسبوع المنصرم، على الدورة 17 لمعرض طنجة الدولي للكتاب والفنون، باحتفاء خاص بثقافة وطبيعة وأسلوب المعيش في الأقاليم الجنوبية للمملكة. تميز اليوم الأخير من المعرض بتقديم كتاب "المغرب الصحراوي" لمؤلفه سعد التازي وبحفل للموسيقى الحسانية لمجموعة "سلام يمدح". ويتضمن كتاب "المغرب الصحراوي"٬ الصادر ضمن منشورات سيتاديل ومازينود٬ 230 صورة التقطها الكاتب الصحافي المصور سعد التازي٬ رئيس تحرير صحيفة (لو سوار إيكو)٬ وجميعها تسلط الضوء على شساعة وغنى وصفاء وهدوء صحراء جنوب المغرب. ومن هذه الزاوية٬ يمثل الكتاب٬ إطلالة حقيقية على جمال الطبيعة الصحراوية في شساعتها٬ عبر اختيار لمجموعة من الصور من بين مخزون يصل إلى 50 ألف صورة التقطها سعد التازي ما بين 2005 و2012. وبهذا الخصوص٬ أوضح سعد التازي أن الكتاب ابتغى تسليط الضوء على الجمال والغنى الطبيعي والبشري للصحراء المغربية٬ وجذب الانتباه إلى المناظر الطبيعية والحواضر والأماكن الغائبة من دائرة المسالك السياحية المعتادة٬ محتفيا بالتنوع الثقافي وبطبيعة المغرب٬ ومحرضا على اكتشاف الأقاليم الجنوبية، باعتبارها مكونا أساسيا من هذا التنوع. من جهة أخرى٬ تميز اليوم الأخير لهذه التظاهرة الثقافية٬ وفي إطار شراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ بتقديم معزوفات حسانية من توقيع مجموعة سلام يمدح٬ المعروفة باسم منات عيشاتة (كلميم) والمدرجة أعمالها ضمن أول أنطولوجيا للموسيقى الحسانية أصدرتها وزارة الثقافة سنة 2001. ودعا منظمو المعرض الدولي للكتاب والفنون، الذي افتتح بقصر المؤسسات الإيطالية بطنجة، ببرنامج ثقافي وفني متنوع، تحت شعار "مديح التأني"، إلى تخصيص وقت للقراءة والتفكير، وخلق وتقاسم وتبادل الأفكار والمعارف، من خلال التخلي عن الإيقاع السريع الذي يفرضه نمط الحياة الحديثة. وشهد المعرض، الذي ينظمه المعهد الفرنسي بطنجة، في إطار الموسم الثقافي الفرنسي-المغربي 2013 بشراكة مع جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي، مشاركة 45 عارضا اقترحوا عناوين باللغة العربية والفرنسية، فضلا عن مشاركة العديد من الكتاب والفلاسفة والمفكرين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط لمدة خمسة أيام من اللقاءات وتبادل الأفكار حول البطء وعلاقته الزمن. وفي كلمته خلال الحفل الافتتاحي، قال مندوب المعرض ومدير المعهد الفرنسي للشمال، ألكسندر باجون، إن هذه التظاهرة الثقافية تشكل فرصة للانفتاح على زمن إنساني، متأني وأكثر ملاءمة للعيش معا، والتفكير ومساءلة الرهانات والقضايا الرئيسية للعالم والثقافة. ويطمح المعرض إلى الانفتاح على أوسع فئات الجمهور، من خلال فتح جميع أنشطته للعموم، حيث من المنتظر أن تلتئم في مكان واحد . ويتعلق الأمر بقصر المؤسسات الإيطالية، وممتدة في الزمان طيلة اليوم مع عروض فنية مقررة كل مساء. من جهته، توقف العربي الرميكي، رئيس جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي، عند جوانب التعدد الثقافي التي تميز هذا المعرض، مشيرا إلى مبادرة المعرض الخاصة بالقراءة لدى الشباب، من خلال تخصيص مسابقة حول متعة القراءة، المنظمة بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين طنجة- تطوان، التي شارك فيها هذه السنة المئات من تلاميذ الإعداديات والثانويات. من جانبها أشارت القنصل العام لفرنسا في طنجة، موريل سوريه، إلى أن المعرض يشكل لحظة قوية في الموسم الثقافي الفرنسي المغربي، إذ يتضمن عددا كبيرا من الأنشطة الثقافية، والورشات. والعروض الموسيقية والمعارض. كما سلطت الضوء على موضوع الدورة، داعية بهذه المناسبة إلى "تخصيص حيز زمني للتفكير بعمق حول قضايا تهمنا جميعا، والتمتع وتثمين ثراء ثقافاتنا".