استقبل المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، مساء الأحد الماضي، في ظرف أقل من 3 ساعات، زوجا وشريكة حياته، في ظروف صحية حرجة، إثر إصابتهما في أنحاء حساسة من جسديها، بجروح بليغة، بواسطة سلاح أبيض، عبارة عن سكين من الحجم الكبير. أخضع الطاقم الطبي المداوم الزوجين لعمليتين جراحيتين معقدتين، قبل أن يحيلهما على قسم الإنعاش بعدما تبين أن حالة الزوج خطيرة، فيما باتت حالة الزوجة مستقرة، بعد أن تخطت مرحلة الخطر. وعلمت "المغربية" لدى مصدر مطلع، أن زوجين في مقتبل العمر، حديثي الزواج، كانا يعيشان تحت سقف واحد، بتراب دوار خاضع لنفوذ جماعة البئر الجديد، على بعد 50 كيلومترا شمال عاصمة دكالة، واكتملت سعادتهما بانتظارهما مولودا، لم يعد يفصله عن الخروج إلى الوجود ورؤية النور، سوى أقل من 5 أشهر. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وجاءت الفاجعة التي عصفت بآمالهما وأحلامهما الوردية، ففي رمشة عين، انقلب كل شيء إلى كابوس مرعب. على غرار عادته، دعا الزوج ظهر الأحد الماضي، شريكة حياته لمرافقته للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة في أرض خلاء، تبعد عن الدوار بحوالي كيلومترين. النزهة لم تكن تشبه باقي النزهات، فقد كانت مناسبة لاستدراجها، والاختلاء بها بمفردها، في غفلة من الزوجة، استل سكينا من الحجم الكبير، كان يخفيه تحت ملابسه، وسدد لها 3 طعنات متتالية، أصابتها تباعا في العنق والبطن وتحت الثدي، فقد كان الزوج مصمما على قتلها، إذ تهاوت الزوجة على الأرض مضرجة في دمائها فظن أنها تحتضر، وأنها لن تتأخر في مفارقة الحياة، ليسدد بسلاح الجريمة ذاته 3 طعنات إلى بطنه ثم غادر مكان الجريمة. عقارب الساعة كانت تشير وقتها إلى الواحدة ظهرا، الضحية قاومت الآلام والنزيف، وجرت جسدها بعد جهد جهيد، إلى تحت شجرة غير بعيدة عن مسلك في أرض خلاء، ظلت على حالها إلى أن عثر عليها صدفة رجل كان يمر بالجوار، في حدود الثالثة ظهرا، حملها بين ذراعيه، وأسرع الخطى صوب مستشفى مركز البئر الجديد. الرجل المنقذ التحق بمقر الفرقة الترابية للدرك الملكي بالبئر الجديد، وأبلغ عن النازلة، لينتقل فريق دركي إلى المستشفى، وانتدب بعد التنسيق مع الطبيب المعالج سيارة إسعاف أقلت الضحية على وجه السرعة، إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة. حالة المصابة رغم خطورتها، سمحت لها أن تخبر الضابطة القضائية، ببعض من وقائع النازلة، إذ صرحت أن زوجها كان يشك في خيانتها له مع شقيقه، فقرر تصفيتها جسديا، كما أخبرت رجال الدرك بمكان الاعتداء، وبأن زوجها قضى نحبه انتحارا، بعد أن ظن أنها لقيت حتفها طعنا بالسكين. وتشكلت دوريات محمولة، انطلقت في حدود الرابعة مساء، واستهدفت الدواوير والحقول و"الجنانات، لتتكلل الحملات بعثور دركيين على الزوج، مغمى عليه، عند جنبات "الواد الحار"، الذي يعبر بمحاذاة جماعة المهارزة، إذ كان جسمه ينزف دما، جراء تلقيه 3 طعنات غائرة في البطن، لتنقله عناصر الدرك على متن سيارة الإسعاف إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. في السياق نفسه، أخضع الطاقم الطبي المداوم الذي انتهى لتوه من إجراء عملية جراحية معقدة على الزوجة المصابة، "أخضع" الزوج بدوره في قاعة العمليات ذاتها، لتدخل جراحي مماثل، تكلل بالنجاح، غير أنه لم يتخط مرحلة الخطر. من جهتها، ظلت عناصر الضابطة القضائية مرابضة في المستشفى، تتابع أولا بأول حالة الزوجين المصابين، فيما أمرت النيابة العامة بفتح بحث في الموضوع، بالاستماع إلى الزوجين، حال تماثلهما للشفاء، بشأن أسباب وظروف وملابسات محاولة قتل الزوج لزوجته طعنا بالسلاح الأبيض، ومحاولة انتحاره بالسلاح نفسه.