عن طواعية وطيب خاطر، أدخلت سيدة متزوجة، في حدود الثانية و20 دقيقة من ظهر الاثنين ما قبل الماضي، امرأة بمعية رجل تجهلهما، إلى منزلها الكائن بحي شعبي بعاصمة دكالة. بادرت ربة البيت لتوها بمد الغريبين، بحقيبة بلاستيكية، بداخلها مبلغ مالي قيمته 30 ألف درهم، أخرجتها من دولاب بغرفة النوم، بدورهما، سلم الغريبان مضيفتهما حقيبة بلاستيكية، وطلبا منها أن "تدير النية"، وألا تفتحها، حيث ستنتشر البركة بدارها، وسيتضاعف المبلغ المالي، الذي زودتهما إياه. لم تكن السيدة في حالتها الطبيعية، فقد كانت تحت تأثير "السحر"، لم تقاوم، وبقيت دون حركة، حتى بعد أن غادر الغريبان المنزل من بابه الرئيسي، كما ولجا إليه في بادئ الأمر، ركبا على متن سيارة خفيفة، تولى قيادتها شخص ثالث، كان في انتظارهما، في الشارع فتبخر الجميع في الطبيعة. بعد مرور حوالي 3 ساعات، استفاقت ربة البيت من سباتها، وشيئا فشيئا شرعت في استرجاع وعيها، والتحرر من "سحر" جاثم على عقلها وذاتها، بالقرب من جسدها النحيف، المسترخي على الأرض، كان زوجها العائد لتوه من عمله بالجرف الأصفر، واقفا، مذهولا وحائرا، يتساءل عما حل بشريكة حياته، التي استفاقت كليا من غيبوبتها، وأخبرته بقصتها الغريبة، التي لا يصدقها أعقل العاقلين. عقارب الساعة كانت تشير إلى الخامسة والنصف مساء، شد الزوج وزوجته الرحال إلى مصلحة المداومة، هناك استمع إليها بتمهل الضابط المداوم، استفسرها عن قصتها العجيبة، فأجابته بعفوية أنها كانت اصطحبت ظهر يوم الحادثة فلذة كبدها إلى المدرسة، وفي طريق عودتها، توقفت بجانبها سيارة خفيفة، لم تميز لا نوعها ولا ترقيمها المعدني ولا حتى لون طلائها، قالت إن العربة تشبه "داسيا" و"فياط كليو"، كان على متنها رجلان، أحدهما نحيل البنية، والآخر منتفخ الجسم، ناهيك عن امرأة، كانت بمعيتهما. وصرحت السيدة أن بإمكانها التعرف على الراكبة التي طلبت منها فتح يدها اليمنى، ففعلت دون تردد، أو أدنى شك في نوايا العصابة، وبادرت الراكبة بوضع قطعة نقدية من فئة درهم، في كف السيدة الراجلة، التي سطا على عقلها "سحر"، أصبحت معه مطيعة، تستجيب بتلقائية لما يطلب منها، فركبت السيارة، ورافقت الغرباء الثلاثة إلى منزلها الكائن بالجوار، بعد أن أوهموها أن بإمكانهم أن ينشروا "البركة" في المبلغ المالي، الذي أفصحت عن احتفاظها به في دولاب، يعود لابنتها التي تشتغل أستاذة بمدينة الصويرة. الضابط المداوم احتار في أمر المشتكية، التي كانت تقول الحقيقة، استنتج أنها كانت ضحية عملية نصب واحتيال، لكن النصب يكون مقابل منفعة أو شيء مادي، إذن، الأمر يتعلق بما يعرف ب"السماوي". انتقل ضابط من مصلحة المداومة، بمعية الضحية وزوجها، إلى مسرح النازلة بحي سيدي موسى، هناك أثار انتباهه وجود صيدلية، مثبتة على واجهتها كاميرا مراقبة، بعد استئذان الصيدلاني، تفحص الضابط التسجيلات الحية، غير أن المشتبه بهم، كانوا فطنوا إلى الكاميرا، ما حدا بهم إلى تفاديها، والابتعاد عن دائرة عدستها. ربط الضابط المداوم، رئيس الدائرة الثانية بالنيابة، الاتصال بالعميد المركزي، وأطلعه على تفاصيل الواقعة المحيرة. دخلت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية على الخط، وأوفدت العميد رئيس خلية العنف ضد النساء، إلى مصلحة الديمومة، وطلب العميد من الزوجين مرافقته إلى مقر مصلحة الشرطة القضائية، لعرض صور مشتبهين على الضحية.