انهار، مساء أول أمس الخميس، منزلان آخران في المدينة القديمة بالدارالبيضاء، ليضيفا حلقة جديدة إلى مسلسل الرعب، الذي يعيش على إيقاعه السكان، من خلال سلسلة انهيارات شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، وخلفت قتلى ومصابين في صفوف السكان. وذكرت مصادر مطلعة أن الانهيار الأخير وقع حوالي السادسة مساء، دون أن يخلف ضحايا، ويتعلق الأمر بالمنزلين رقم 5 و7 بالزنقة 4 درب حمان، مشيرة إلى الانهيارين تسببا، أيضا، في أضرار وصفت ب"الجسيمة" في المنازل المجاورة، التي تصنف العديد منها في خانة مهددة بالانهيار. وكان أزيد من 10 أسر قضوا ليلة بيضاء قبل أزيد من أسبوع، بعد انهيار سقف منزل يقطنون به، يتكون من 3 طوابق، بزنقة أسني 2 درب الطاليان، مخلفا إصابة امرأة، تدعى نزهة (ع)، 41 سنة، بجروح متفاوتة. وقال بوشعيب، أحد قاطني المنزل، إن الحادث وقع حوالي الخامسة والنصف مساء، بعد انهيار أول لجزء من سقف الطابق الثالث، أعقبه انهيار ثان طفيف للسقف ذاته، مشيرا إلى إصابة امرأة تقطن بالطابق الثالث بجروح في عمودها الفقري، نقلت إلى قسم المستعجلات ابن رشد لتلقي العلاج. وأوضح بوشعيب أن المنزل تقطنه أزيد من 10 أسر، كل أسرة تتكون من أربعة أفراد وما فوق، وأنه مصنف في خانة مهدد بالانهيار، وصدرت في حقه قرارات بالإفراغ، إلا أن القاطنين به لم يتمكنوا من إخلائه، لأنهم لا يجدون بديلا عنه للإيواء. وأفادت مصادر مطلعة أن السكان باتوا مرعوبين من حدوث انهيارات جديدة، بعد انقضاء فصل الشتاء، إذ تتعرض الجدران الهشة لتصدعات وتشققات، مع ارتفاع موجة الحرارة، ما يجعلها مهددة بالانهيار في أي لحظة. ويطالب السكان السلطات المختصة بالتعجيل بإيجاد حل لإعادة إيواء السكان، وإنقاذ أرواحهم من الدور التي تحولت إلى قنابل موقوتة، يمكن أن تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة. وتصاعدت وتيرة انهيارات منازل المدينة القديمة خلال الآونة الأخيرة، خاصة تلك المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، وكان أول حادث وقع في ماي 2012، موديا بحياة 5 أشخاص، بعد انهيار منزل من 3 طوابق، في حي سيدي فاتح، تلاه سقوط أجزاء من منزل مهجور بزنقة موحى وسعيد، لم يكن به سكان، بعدما رحلتهم شركة "صوناداك" في إطار عملية إعادة الإيواء، كما لم يصب أي أحد في هذا الحادث. وفي يونيو الماضي، استفاق سكان درب المعيزي بالمدينة القديمة على حادث انهيار منزل آخر من 3 طوابق، خلف وفاة 4 أشخاص، وإصابة آخرين بجروح.