استمع قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، أول أمس الثلاثاء، إلى المتهم بوبكر. ش، المتابع من أجل الاعتداء الجنسي ومحاولة القتل في حق الطفلة وئام ناجح (9 سنوات)، في إطار الجلسة الثانية للتحقيق التفصيلي. وأفادت مصادر مطلعة أن المتهم (46 عاما) متابع، أيضا، بمحاولة قتل شخص آخر، يدعى (م.س، 52 عاما)، الذي حاول إنقاذ الطفلة وئام من بين يدي المتهم، خلال اعتدائه عليها، إذ أصابه بجروح غائرة في اليدين والرأس والصدر، مشيرة إلى أن المتهم، المتابع من أجل تهم "محاولة هتك عرض قاصر أقل من 15 سنة مع استعمال العنف والضرب والجرح بالسلاح"، قدم أول مرة أمام قاضي التحقيق في 26 أبريل الماضي. وأضافت المصادر نفسها أن قاضي التحقيق وجد صعوبة في استنطاق المتهم، الذي يعاني "اضطرابات نفسية"، مشيرة إلى أن الصعوبة نفسها وجدتها عناصر الدرك الملكي لسيدي قاسم، التي دخلت على الخط، إذ أحضر من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بسلا، واستمر التحقيق معه أزيد من أسبوعين، قبل إحالته على قاضي التحقيق. وأفادت المصادر ذاتها أن المتهم اعترف خلال التحقيق معه باعتدائه جسديا على الطفلة وئام بآلة حادة (منجل)، واعتدائه أيضا على الشخص الذي حاول إنقاذها، في حين نفى الاعتداء عليها جنسيا، مضيفة أن المتهم اعترف بفراره بعد اعتدائه على الطفلة، وأنه جرى إيقافه من طرف سكان دوار ولاد بوعثمان، حيث يقطن، في جماعة المرابيح، دائرة ورغة، بإقليم سيدي قاسم، وإحالته على مركز الدرك الملكي قبل إيداعه سجن الزاكي بسلا. وأوضحت مصادر "المغربية" أن المتهم معروف في المنطقة باضطراباته النفسية، وأنه متزوج وأب لستة أبناء، مضيفة أن عناصر الدرك الملكي استمعت إلى زوجته، التي أكدت معاناته مرضا نفسيا. وفي اتصال مع "المغربية"، أكدت نجية أديب أن جمعية "ماتقيش ولادي"، التي تترأسها، نصبت نفسها طرفا مدنيا في هذا الملف، وعينت محاميا من هيئة الرباط لمتابعة أطواره. وقالت الجمعية، حسب بلاغ لها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، إن أعضاء منها زاروا الطفلة وئام بمصحة الشفاء بالدارالبيضاء، حيث ترقد منذ 23 أبريل الماضي. ودفعت حالة وئام ناجح، التي تعيش في قرية على بعد حوالي 60 كلم من مدينة سيدي قاسم، والتي تعرضت لاغتصاب وتلقت عشرين طعنة بمنجل، إلى تعبئة قوية من قبل المجتمع المدني٬ تجسدت في المشاركة المكثفة في مسيرة احتجاج، نظمت يوم الأحد الماضي بمدينة الدارالبيضاء، شارك فيها فنانون وممثلون ونقابيون ورياضيون وآباء وأمهات رفقة أطفالهم، من الدار البيضاء ومدن أخرى، للتعبير عن تضامنهم مع وئام، ومع غيرها من ضحايا الاعتداء الجنسي من الأطفال الذين يعانون في صمت، ولاستنكار جميع أشكال العنف ضد الأطفال حتى لا تتكرر هذه الجرائم.