تميز المهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة، في دورته 14 أيام 25 و26 و27 والمنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بإشراف من وزارة الثقافة، والمديرية الجهوية للثقافة لجهة تازة الحسيمية تاونات وبتعاون مع عمالة إقليمتازة والجماعة الحضرية لتازة، وجمعية أصدقاء تازة، بحضور مكثف للأطفال الوافدين من مدارس مختلفة بالإقليم، في أجواء احتفالية وتثقيفية تحتفي بالطفل والناشئة. وأقيم حفل الافتتاح لأول مرة في فضاء مهني وفني عزز البنية التحتية الثقافية بجهة تازةالحسيمة تاونات، ويتعلق الأمر بمسرح تازة، الذي اكتملت أشغال بنائه، قبل فترة ليفتتح أبوابه أمام هذه التظاهرة الثقافية. وتضمن الافتتاح فقرات موسيقية وعروضا فنية شاركت فيها فرق مسرحية محلية ودولية وفرق من تلاميذ المعهد الموسيقي بتازة، حضرها إلى جانب عامل إقليمتازة والمدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة تازةالحسيمة تاونات، مجموعات كبيرة من التلاميذ وبعض أولياء أمورهم. في هذا الصدد، صرح حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة تازةالحسيمة تاونات، أن دورة المهرجان لهذه السنة شهدت تميزا في الأنشطة ونوعية العروض المسرحية، وفي عدد المشاركين والحضور، كما عرفت عرض أنشطة موازية تتجلى في محاضرات وندوات في مجال المسرح والإبداع يؤطرها باحثون ومتخصصون لهم صيت في فن المسرح وطنيا ودوليا، بالإضافة إلى ورشات في مجموعة من المدارس التعليمية، أطرها أيضا فنانون مسرحيون. وأضاف هرنان أن هذه الدورة لقيت دعما معنويا كبيرا من طرف محمد فتال، عامل الإقليم، ما جعلها ترقى إلى مستوى الثقة المولوية المتمثلة في الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهة أخرى، أفاد عبد الستار فلاح، مخرج مسرحي، ورئيس مسرح الطفل، التابع لدار ثقافة الأطفال بالعراق، "المغربية"، أن "أعضاء الفرقة العراقية، شاركوا بمسرحية الثعلب الماكر، وخلال تقديم عرضها، لامسوا التجاوب الكبير لأطفال تازة مع مشاهد المسرحية وحواراتها، ما يعكس تعطش هذه الفئة لهذا النوع من العروض الثقافية، إذ كان الأطفال في انسجام وتفاعل مع العرضين الصباحي والمسائي، الذي قدمتهما الفرقة، ما يعني أن المهرجان استطاع أن يسحب الأطفال من أجواء الدراسة اليومية، إلى أجواء معرفية وثقافية في طابع فني. في السياق ذاته، عبر سعيد خميس، ممثل مسرحي بفرقة مزون من سلطنة عمان، ل"المغربية" عن "إعجابه بأجواء المهرجان، الذي قال عنه إنه حاول خلق تواصل بين فئات الكبار والصغار، عبر عروض مسرحية ركزت على اهتمامات الأطفال، هادفة إلى إشراكهم في أمور من الحياة وتوعيتهم بها، مضيفا أن "المهرجان كان متميزا من خلال إشراك دول ليست عربية مثل إسبانيا وتركيا، وهو اختيار جميل للكشف عن ثقافات غير عربية لفئة الأطفال". وحسب بلاغ من قسم الصحافة بعمالة تازة، فإن المهرجان الذي أشرف على افتتاحه محمد فتال عامل إقليمتازة، بحضور ممثل عن وزير الثقافة ونواب ومستشاري الإقليم بالبرلمان، وباشا المدينة وعدة شخصيات مدينة وعسكرية، ساهم من جديد في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات وتجارب الفرجات المسرحية بين الفرق لتنمية فعالياتها المقرونة بوعي قيمي لسيكولوجية الطفل واليافعين، والمرتكزة على حرفية مسرحية تستشرف عناصر الإمتاع والترفيه. كما أورد بلاغ عمال تازة أن المهرجان فسح المجال في هذا الحفل الافتتاحي لطاقات واعدة من خلال مشاركة براعم المعهد الموسيقي وأطفال جمعية ألوان، كما فسح المجال لتجريب آليات وأجهزة مسرح تازة العليا قبل تدشينها بشكل رسمي، بمشاركة عدة دول من بينها تركيا وأندونيسيا ومصر والعراق وتونس وسلطنة عمان وإسبانيا. كما عرفت دورة المهرجان الرابعة عشرة، تكريم العديد من الأسماء التي ساهمت في إغناء مسرح الطفل بالمغرب٬ وتنظيم أنشطة موازية٬ بتنسيق مع جمعية أصدقاء تازة٬ تتعلق بالتعريف بمجموعة من الإصدارات وبمعارض فنية وفوتوغرافية٬ ومنح جائزة تازة الوطنية حول تاريخ المدينة، حسب ما جاء به نص بلاغ العمالة. في السياق ذاته، توزعت العروض المسرحية للمهرجان في أربع قاعات "مسرح تازة العليا" و"قاعة علي بن بري" وقاعة المعرض" وقاعة دار الشباب أنوال"، إذ بلغ عدد الحضور بمسرح تازة الذي احتضن الافتتاح ما يناهز 900 مشاهد حسب ما تداوله بعض المشرفين على المهرجان. وضمت كل قاعة عرضين، خلال اليوم الواحد، بلغ عدد المتفرجين في كل فرجة بمسرح تازة حوالي 1200 مشاهد، وحوالي 900 متفرج بقاعة المعرض، في حين وصل عدد المتفرجين بقاعة دار الشباب حوالي 500 مشاهد وإن كانت الطاقة الاستيعابية لا تتجاوز 300 مقعد، أما قاعة علي بن بري ففاق عدد المشاهدين 1300 متفرج، متجاوزا الطاقة الاستيعابية المحددة في حوالي 600 مقعد. من جهة أخرى، اختتمت فعاليات المهرجان السبت الماضي، بعد تقديم عروض مسرحية وطنية ومحلية٬ وبموازاة هذه التظاهرة الفنية٬ كان هناك العديد من الندوات العلمية والقراءات الشعرية وورشات مسرحية وعرض شرائط وثائقية، التي حققت الهدف الرئيسي المتمثل في ترويج التربية والثقافة المسرحية تستهدف الأطفال الذين حجوا بكثافة لمتابعة عروض المهرجان على مدى ثلاثة أيام، في سياق الحضور الوازن للفرق المسرحية المحلية والوطنية والدولية التي نجحت في إيصال الرسالة النبيلة لفن المسرح، من خلال تنمية الوعي التربوي والفني والثقافي لدى الأطفال.