أكد سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة (العين) للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة٬ وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس٬ أن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن قضية الصحراء والذي لم يوسع اختصاصات مهام بعثة (المينورسو) يعد "انتصارا دبلوماسيا وسياسيا كبيرا للمغرب". أضاف الصديقي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذا القرار الذي يعد أيضا "تتويجا لجهد دبلوماسي متكامل بين مختلف الفاعلين السياسيين المغاربة خلال الأسبوع الماضي"٬ يشكل بالمقابل "هزيمة للطرح الانفصالي ومناصريه في التأثير على المقترح الأمريكي". وأكد الصديقي أن وصف القرار الأممي للجهود المغربية من اجل إيجاد حل عادل ونهائي لقضية الصحراء ب"الجدية وذات المصداقية" يؤكد من جديد " الدعم والíœتأييد الدوليين اللذين يحظى بها المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة". وذكر بأن الحملة الدبلوماسية التي أطلقها المغرب طيلة الأيام الأخيرة والتي مزجت بين المواقف الحازمة اتجاه المبادرة الأمريكية والاستعداد للحوار مع مختلف القوى الدولية الفاعلة للتوافق على الصيغة النهائية للقرار الأممي٬ "سمح للمغرب بتعزيز موقفه من قضية الصحراء على المستوى الدولي والجهوي". ورأى أن تضمين القرار الأممي "الإشادة بجهود المغرب وخصوصا دور المجلس الوطني لحقوق الإنسان للنهوض بحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة٬ يمكن اعتباره "دحضا لكل الافتراءات التي يروجها خصوم الوحدة الترابية ضد المغرب من اجل تضليل المجتمع الدولي"٬ مسجلا أن قضية حقوق الإنسان باتت اليوم "شماعة" يعلق عليها أصحاب الطرح الانفصالي فشلهم الذريع في التعاطي مع ملف الصحراء٬ وفي إيجاد حل عادي ونهائي لهذا النزاع المفتعل. ورأى الأستاذ الجامعي أن أكبر خرق لحقوق الإنسان هو "استمرار مخيمات تندوف التي تفتقد لأدنى شروط الحياة الانسانية واستغلال الوضعية المأساوية للمحتجزين لكسب العطف الدولي للأطروحة الانفصالية٬ بل والاتجار بالمساعدات الانسانية الموجهة إليهم كما بين ذلك أكثر من تقرير دولي". يشار إلى أن الأستاذ الصديقي صدرت له عدة مؤلفات من بينها على الخصوص "قراءة في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في شأن قضية الصحراء الصادر في 16 أكتوبر 1975"٬ و "تطور مفهوم تقرير المصير في القانون الدولي المعاصر"٬ و"قراءة في أبعاد الدبلوماسية الجديدة" و"الدولة في عالم متغير: الدولة الوطنية والتحديات العالمية الجديدة".