أعلنت الشركة الوطنية للاستثمار٬ أخيرا٬ عن تفويت حصة 27,5 في المائة من رأسمال شركة "كوسومار" لمجموعة "ويلمار"، للصناعة الغذائية الأولى آسيويا. أوضحت الشركة، في بلاغ أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن قيمة هذه الصفقة بلغت ألفي درهم للسهم٬ أي بمبلغ إجمالي يقارب 2,3 مليار درهم. وتعد هذه الصفقة الاستراتيجية٬ حسب المصدر نفسه٬ المرحلة الأولى التي أعلنت عنها الشركة الوطنية للاستثمار في مارس 2010 من برنامج تفويت شركة "كوسومار". وأضاف أن الخطوة المقبلة ستتمثل في تفويت حصة ثانية تبلغ نسبتها 26,5 في المائة من شركة " كوسومار" إلى مؤسسات مغربية٬ مشيرا إلى أن 54 في المائة من رأسمال "كوسومار" سينتقل٬ في نهاية هذه المرحلة٬ ل "ويلمار" ومؤسسات مغربية. وتعد الشركة الوطنية للاستثمار بفتح ما تبقى من حصتها في "كوسومار" (حوالي 10 في المائة) في وجه العموم. ومن المرتقب أن تمكن هذه المراحل الثلاثة من تعزيز أزيد من 70 في المائة من رأسمال "كوسومار" بين أيدي المساهمين المغاربة٬ مدعمة بشريك صناعي عالمي. وكانت بورصة الدارالبيضاء أعلنت أنه تم تعليق تداول أسهم "كوسومار" في بورصة القيم بالدارالبيضاء ابتداء من 15 أبريل. وأوضحت مديرية عمليات الأسواق ببورصة الدارالبيضاء في إشعار عممته على موقع البورصة، أن هذا التعليق جاء بعد طلب من مجلس أخلاقيات القيم المنقولة في انتظار نشر معلومات مهمة بخصوص أسهم "كوسومار". وحققت مجموعة كوسومار، خلال سنة 2012، فائض استغلال خام موطد بلغ 1223 مليون درهم، ما يمثل تحسنا طفيفا مقارنة بمستواه في نهاية دجنبر 2011، الذي بلغ 1216 مليون درهم. ويعود هذا الأداء الجيد لنتائج التشغيل إلى استمرار تحسين الوحدات الصناعية والتحسن الكبير في أداء التشغيل رغم انخفاض إنتاج السكر الوطني بسبب الظروف المناخية الصعبة. وبلغ صافي دخل حصة المجموعة 730 مليون درهم، مقابل 622 مليون درهم في نهاية السنة المالية 2011، بسبب تحسن النتائج غير الجارية. وكانت الشركة أوضحت خلال الشهر المنصرم، أنه في سياق يتسم بنقص استثنائي في الإنتاج الوطني من السكر المستخلص من النباتات السكرية المحلية، مكنت السياسة الاستثمارية المستمرة للمجموعة (ما يقرب 5 ملايير درهم) من ضمان تزويد السوق المحلية بانتظام وتجنب أي مخاطر أو نقص في مادة السكر. وأضافت أنها واصلت جهودها تجاه الفلاحين طوال موسم 2012، من خلال التأطير والإشراف المستمرين، ما أدى إلى تحسين جودة النباتات، التي تتوصل بها من منتجي الشمندر السكري وقصب السكر. من جهة أخرى دعمت كوسومار بقوة الفلاحين المتضررين من آثار التقلبات المناخية (الصقيع ودرجات الحرارة غير المنتظمة)، بتعاون مع جمعيات المنتجين والسلطات العمومية. وبالنسبة لآفاق الشركة في 2013، أعلنت أنها ستستمر في مواصلة العمل من أجل زيادة حصة الإنتاج المحلي ودعم الفلاحين في سياق شراكة مستدامة ومربحة لجميع المتدخلين. وبفضل مرونة نموذجها الاقتصادي، ستحرص كوسومار، مجمع السلسلة السكرية والفاعل الاقتصادي ذو المسؤولية الاجتماعية، على ضمان تغطية الاحتياجات المتزايدة للسوق الوطنية من السكر، مع الاستمرار في تحسين الأداء الصناعي والتشغيلي. ويقدم التوزيع الجيد لتساقطات الأمطار، وكذا مستوى ملء السدود الموجهة للاستعمال الفلاحي ظروفا ملائمة بشأن موسم السكر لسنة 2013. وخلال 2011، حققت الشركة نتيجة صافية لحصتها بلغت 622 مليون درهم، وهو ما يعني ارتفاعا نسبته 7,7 في المائة بالمقارنة مع سنة 2010. وحسب بلاغ للمجموعة، نشر على موقعها الإلكتروني، فهذه الزيادة تعود إلى مرونة النموذج الاقتصادي للشركة، وإلى تحقيق مكاسب في الإنتاجية خلال السنة المذكورة. وحققت المجموعة رقم معاملات بقيمة 6,06 ملايير درهم، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 4,3 في المائة بالمقارنة مع 2010. ورغم الظروف المناخية غير الملائمة التي ميزت الموسم الفلاحي الحالي، فإن المجموعة عملت على ضمان تلبية حاجيات السوق المحلية من مادة السكر، مع الاستمرار في تحسين أدائها الصناعي والمالي، بفضل نموذجها الاقتصادي الذي وصفه البلاغ ب "المرن". ورصدت الشركة غلافا استثماريا من 500 مليون درهم سنة 2012 لتحقيق ذلك.