بعد عمليات تفويت شركات «لوسيور» و«سنترال ليتيير» و«بيمو»، جاء الدور على مادة السكر، حيث أعلن الهولدينغ الملكي عن تفويت حصة 27.5 في المائة من رأسمال «كوسومار» للمجموعة الآسيوية «ويلمار أنترناشيونال»، الرائدة في مجال الصناعات الغذائية، في صفقة قدرت قيمتها بحوالي 2.3 مليار درهم. وقال مسؤول في الشركة الوطنية للاستثمار ل»المساء»، إن هذه الصفقة التي اعتبرت الأصعب من نوعها مقارنة مع باقي عمليات التفويت الأخرى، حيث دامت سنتين تقريبا، هي فقط مرحلة أولى من عملية ضخمة تشمل، كذلك، تفويت حصة إضافية تقدر ب 26.5 في المائة لصالح كونسورسيوم من المستثمرين المؤسساتيين المغاربة، وتوسيع محفظة أسهم الشركة في بورصة الدارالبيضاء عن طريق بيع أسهم الشركة الوطنية للاستثمار. وأضاف المسؤول أن كونسورسيوم المستثمرين المغاربة سيشكل إلى جانب مجموعة «ويلمار»، التي اقتنت أسهم «كوسومار» بحوالي 2000 درهم للسهم، قطب مراقبة بحصة 54 في المائة من الرأسمال، في إطار تسيير موزع ومتوازن، مشيرا إلى أن ذلك سيضمن بقاء حوالي 70 في المائة من رأسمال مجموعة «كوسومار» في يد فاعلين مغاربة. وأوضح المسؤول بالشركة الوطنية للاستثمار أن هذه الأخيرة اشترطت على «ويلمار»، أن يبقى المغاربة هم المالكون للحصة الكبرى من أسهم شركة «كوسومار» حتى تحافظ على سيادة المغرب على قطاع السكر، الذي يعتبر مادة حيوية واستراتيجية، مؤكدا أن دخول المجموعة الآسيوية في رأسمال «كوسومار» سيتيح الاستفادة من خبرتها الكبيرة، سواء على مستوى زراعة النباتات السكرية، وعلى رأسها قصب السكر، أو على مستوى تصنيع مادة السكر. وحول تزامن عملية تفويت «كوسومار» مع إعلان الحكومة عن قرب إصلاح صندوق المقاصة، قال المسؤول إن هذه العملية تم التحضير لها منذ مدة طويلة ولا علاقة لها بإصلاح نظام دعم السكر، الذي يعتبر من الشؤون الداخلية للحكومة، مضيفا أن الشروط التي وضعتها الشركة الوطنية للاستثمار من أجل تفويت «كوسومار» لها إيجابيات كبيرة، حيث ستتيح تطوير قطاع السكر اعتمادا على خبرة مجموعة «ولمار»، وستمكن المغرب من ولوج لائحة الدول المصدرة للسكر. وبخصوص الشق الفلاحي في عملية إنتاج السكر، والذي أثار مخاوف كبيرة لدى الإعلان عن نية الهولدينغ الملكي تفويت شركة «كوسومار»، أكد المسؤول بالشركة الوطنية للاستثمار أن «كوسومار» ستستمر في دعم وتطوير قطاع إنتاج الشمندر وقصب السكر حفاظا على مصالح ما يقارب 80 ألف من الفلاحين المغاربة، الذين يعتبرون في نظر الشركة دعامة قوية للوقوف في وجه تقلبات أسعار النباتات السكرية في الأسواق الدولية. وتندرج صفقة تفويت «كوسومار» في إطار استراتيجية إعادة تنظيم الشركة الوطنية للاستثمار، التي تم الإعلان عنها في مارس 2010، وتعتبر هذه العملية هي الرابعة من نوعها بعد التخلي عن «لوسيور كريستال» المعلنة في يوليوز 2011، و»سنترال ليتيير» في يوليوز 2012، و»بيمو» في شتنبر 2012.