أعرب منتخبو وشيوخ القبائل الصحراوية بالأقاليم الجنوبية للمملكة عن رفضهم لأي اقتراح يهدف إلى تغيير مهمة بعثة ال(مينورسو) بالصحراء المغربية٬ مؤكدين تشبثهم بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء. وقال حمدي ولد الرشيد٬ رئيس مجلس مدينة العيون، وأحد شيوخ القبائل الصحراوية "إننا نرفض٬ كمنتخبين وممثلين للسكان المحليين٬ أي اقتراح يهدف إلى توسيع مهمة بعثة ال(مينورسو) بالصحراء المغربية". وأكد ولد الرشيد٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن خصوم الوحدة الترابية للمملكة لا يهدفون٬ من خلال هذا الاقتراح٬ إلا إلى التشويش على الخيار الذي تبنته المملكة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، خاصة في مجال تدعيم حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، والذي يعد نموذجا يحتذى في المنطقة. وأضاف أن المناورات التي تحاك من قبل خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية لن تثني السكان الصحراويين عن تشبثهم بمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي حظي بإشادة وإجماع دوليين٬ مشددا على أن هذا المقترح يضمن كرامة وحرية وحقوق هؤلاء السكان عكس ما يعيشه المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف من تنكيل واضطهاد. من جهته٬ قال عبد الله الصالحي٬ أحد شيوخ القبائل الصحراوية٬ في تصريح مماثل٬ "كان حريا بالجهة التي ترغب في تغيير طبيعة عمل بعثة ال(مينورسو) أن توقف نزيف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المحتجزون بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري". وأضاف أن المغرب ظل ملتزما منذ سنوات بإيجاد حل سياسي نهائي لقضية الصحراء، وانخرط في دينامية إيجابية بناءة وقدم مبادرة هادفة تتمثل في تخويل الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية٬ مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي تعد بغد أفضل لسكان الأقاليم الجنوبية، فضلا عن كونها ستمكن من وضع حد لمعاناة الصحراويين المحتجزين بتندوف. من جهة أخرى٬ أكد إبراهيم الغزال٬ فاعل جمعوي وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن السكان الصحراويين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ترفض بشكل قطعي المقترح الرامي توسيع مهمة بعثة ال(مينورسو) بجهة الصحراء. وأضاف أنه في الوقت الذي أشاد المنتظم الدولي بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأعرب عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، باعتباره الحل الأنسب والأنجع لهذا النزاع المفتعل٬ فإن أعداء الوحدة الترابية يناورون بالمسألة الحقوقية بالأقاليم الجنوبية للمملكة للتغطية على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في حق الصحراويين بمخيمات تندوف. من جهته عبر محمد صالح ولد سيدي العالم الإدريسي٬ أحد شيوخ تحديد الهوية بإقليم السمارة٬ عن رفضه لأي مبادرة تمس بسيادة المملكة المغربية على صحرائها. وقال الإدريسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إنه "في الوقت الذي كنا ننتظر تدخلا للضغط على الأطراف الأخرى من أجل إيجاد حل عاجل لهذا المشكل المفتعل٬ نفاجئ بهذه المبادرة المشؤومة التي ستزج بالمنطقة في متاهة نحن في غنى عنها٬ وتعمق جراح فراق أسرنا وأهالينا المحتجزين بمخيمات تندوف". وذكر بأن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء على رأس بعثة ال(مينورسو)، فولفغانغ فيسبروت فيبر، أكد مطلع الشهر الجاري، خلال لقاء تواصلي مع الفعاليات المحلية بالسمارة، أن مهمة بعثة ال"مينورسو" محددة أمميا في مراقبة إطلاق النار.