أكد وزير الثقافة التونسي٬ السيد مهدي مبروك٬ حرص تونس والمغرب على تطوير وتعميق التعاون الثقافي بين البلدين بما يستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين في تحقيق المزيد من التواصل والتقارب مشيرا إلى أهمية مراجعة جميع الاتفاقيات الثنائية في المجال الثقافي من أجل بلوغ هذا الهدف ودعم مبادرات المجتمع المدني في هذا الاتجاه. وقال الوزير التونسي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال زيارته أمس للمعرض الجماعي "فنون بلاد حدود" المنظم حاليا بالعاصمة التونسية بمشاركة فنانين تشكيليين مغاربة وتونسيين٬ إن وزارته حريصة على أن يكون هناك "حضور مغربي قوي" في مختلف التظاهرات الثقافية والفنية التي تشهدها تونس وخاصة على مستوى فضاء "أعرق وأقدم مهرجان صيفي عربي وإفريقي وهو مهرجان قرطاج٬ وكذا أيام قرطاج السينمائية". وأشار مبروك في هذا السياق إلى قيام بعثة تونسية مؤخرا بزيارة المغرب وإجرائها سلسلة لقاءات مع المسؤولين المغاربة عن قطاع الثقافة وفي مقدمتهم وزير الثقافة٬ السيد محمد الأمين الصبيحي٬ من أجل الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تدبير وتنظيم التظاهرات والمهرجانات الثقافية والفنية٬ والتي قال إنها "تجربة رائدة". وبخصوص المشاركة المغربية في المعرض الجماعي للفنون التشكيلية بمبادرة من الجمعية التونسية للفن التشكيلي٬ قال الوزير إن هذه المبادرة تمثل فرصة هامة للفنانين المغاربة والتونسيين لتبادل التجارب والخبرات في مجال الفنون التشكيلية وللجمهور التونسي المهتم بهذا الفن للاطلاع على حركة الفن التشكيلي المعاصر في المغرب واكتشاف جانب مما يزخر به هذا البلد من مواهب وطاقات فنية "فريدة وريادية". وقال إن مثل هذه المعارض واللقاءات المشتركة تكتسي أهمية خاصة كونها تأتي بمبادرة من المجتمع المدني٬ وهي بالتالي "تستحق كل الدعم والمساندة من الجهات الرسمية في كل من المغرب وتونس٬ نظرا لمساهمتها في تعميق التواصل وتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين التشكيليين في البلدين"٬ معربا عن أمله في "ألا تبقى مبادرة يتيمة٬ بل يجب أن نحافظ على استمرارية حركة التبادل الثقافي خاصة في مجال الفنون التشكيلية". وحسب الوزير التونسي٬ فإن تكثيف هذه المبادرات من شأنه تفعيل وتعميق حركة التعاون والتبادل الثقافي لتشمل كافة الأقطار المغاربية٬ مؤكدا استعداد وزارته للتنسيق والتعاون مع نظيرتها المغربية لدعم وتشجيع التعاون وتطويره وتوسيع مجالاته ليرقى إلى ما يتطلع إليه الشعبان الشقيقان المغربي والتونسي. يذكر أن سبعة فنانين تشكيليين مغاربة ينزلون ضيوفا على نظرائهم التونسيين في إطار معرض جماعي تحت عنوان "فنون بلا حدود" يعرضون خلاله أعمالهم الإبداعية خلال الفترة من 10 إلى 17 أبريل الجاري تحت إشراف وزارة الثقافة التونسية. ويضم هذا المعرض الجماعي٬ الذي يحتضنه متحف (قصر خير الدين) أحد المعالم التاريخية الشهيرة في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة٬ نحو مائة من الأعمال الفنية المختارة لأكثر من 25 فنانا من البلدين من بينهم فنانون تشكيليون مغاربة قدموا من مكناسووجدة والدار البيضاء يحملون معهم نحو 30 لوحة تمثل عدة مدارس واتجاهات فنية تتناول أعمالا في النحت والتجريد وأخرى في التشخيص وكلها تعكس البيئة المغربية بمختلف تجلياتها وجوانب غنية من التراث المغربي الأصيل. ويشارك في هذه التظاهرة الفنية٬ التي ينتظر أن تتلوها تظاهرة مماثلة في المغرب٬ تحتضنها خلال هذا الصيف مدينة مكناس٬ الفنانون المغاربة لطفي اليعقوبي رئيس جمعية المغرب الشرقي للفنون التشكيلية وصاحب أول مهرجان مغاربي للفنون التشكيلية احتضنته مدينة وجدة في صيف 2011 ٬ وسكيروش نوح٬ ونجاة النايدي٬ وعبد العزيز الطاوشي٬ وعبد الرحمان الشافعي٬ ومحمد مغيلف٬ وعبد الاله الشبوك٬ بالإضافة إلى كريمة بشي المنسقة الثقافية لمجموعة الفنانين المغاربة ورئيسة جمعية الدعم الثقافي والاجتماعي بجهة مكناس تافلالت.