أهدت وزارة الثقافة المغربية مئات المطبوعات والكتب العلمية والأدبية والتاريخية لمكتبة الإسكندرية، التي تقيم حاليا معرضها الدولي التاسع للكتاب، ويحل فيه المغرب ضيف شرف ويشارك فيه نحو 60 ناشرا عربيا وأجنبيا. أفادت المكتبة، في بيان، أنها تلقت من المغرب مئات الكتب التي سلمها محمد بن يعقوب رئيس قسم التعاون الدولي في وزارة الثقافة المغربية في حفل أقيم على هامش معرض المكتبة الدولي للكتاب. وأضاف البيان أن بن يعقوب قال إن وزارة الثقافة المغربية ستقدم أيضا، " أزيد من ألف عنوان إلى مكتبة الإسكندرية خلال الأيام المقبلة بعد ما لمسه من إقبال طلاب جامعة الإسكندرية على الكتاب المغربي". وأوضح أن من الكتب المهداة "تاريخ النقود الإسلامية وموزاينها" لدنيال أوسطاش، و"مقدمة الفتح في تاريخ رباط الفتح" لأبو عبدالله محمد بوجندار، ويتناول تاريخ مدينة الرباط وآثارها وشوارعها، و"الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" لأحمد بن خالد الناصري، و"دليل مخطوطات الخزانات الحبسية"، و"تاريخ الأوقاف الإسلامية بالمغرب في عصر السعديين" لمصطفى بنعلة. وتشمل الإهداءات كتبا أدبية وفلسفية ومؤلفات عن "الإسلام السياسي" منها "إشكالية تاريخية النص الديني من الخطاب الحداثي العربي والمعاصر"، و"الحركة السلفية في المغرب العربي"، و"الإسلاميون وحكم الدولة الحديثة". وأبرز البيان أن المطبوعات المغربية سوف تثري مقتنيات المكتبة وتقدم خدمة للمهتمين بالتراث الثقافي والنتاج العلمي المغاربي حيث كانت الإسكندرية "من أهم قواعد الثقافة المغاربية منذ فترة مبكرة من العصر الإسلامي" بوفود مئات من طلاب العلم المغاربة وحجاج البيت الحرام الذين استقر بعضهم في المدينة وصارت لهم فيها أحياء منها حارة المغاربة والمدينة التركية القديمة "التي ازدانت بعمائر المغاربة من مساجد ووكالات تجارية". وقال خالد عزب رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية في البيان إن مكتبة الإسكندرية أطلقت حملة عربية لدعم المكتبة الجديدة في مدينة فاس "ونجحت في جمع آلاف الكتب لهذه المكتبة". وغاب الناشرون المغاربة عن معرض الاسكندرية الدولي للكتاب الذي اختار المغرب "ضيف شرف"، إذ لم تعرض عناوين مغربية مجمعة في جناح خاص أغلبها في مجالات الفكر والفلسفة والنقد الأدبي والتاريخ وتحقيقيات تراثية. واكتفى المنظمون في جردهم للناشرين المشاركين في المعرض الذي يتميز بصغر المساحة المخصصة للعرض (يقام في فضاء أمام مدخل مكتبة الاسكندرية وداخل قاعة المؤتمرات) بالإشارة إلى وجود الكتاب المغربي باعتباره "ضيف شرف". ولم يسجل المعرض٬ الذي يستمر إلى غاية سابع أبريل المقبل٬ حضورا وازنا لبعض كبريات دور النشر بما فيها دور نشر مصرية٬ فيما حضرت بشكل لافت الهيئات العمومية المعنية بالكتاب في مصر ومن بلدان أخرى (جناح خاص بالجامعات السعودية وآخر لإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون الكويتي ..). وعلى غرار معرض القاهرة الدولي للكتاب خصصت مكتبة الإسكندرية (الجهة المنظمة فضاء ل"سور الازبكية" وسوق للكتب القديمة والمستعملة وسط القاهرة) ٬ الذي حظي بإقبال كبير من الجمهور نظرا لسعر الكتب المنخفض ولتوفر عناوين قد لا توجد في المكتبات حاليا. وتبقى اللقاءات والندوات التي تستضيف كتابا ونقادا ومفكرين وشعراء مغاربة من أبرز النوافذ التي ستتيح لجمهور المعرض والمثقفين في الإسكندرية التعرف على قضايا وانشغالات الساحة الثقافية المغربية وأيضا، إلقاء نظرة على ماضي الروابط بين المغرب ومصر وبين الإسكندرية بالتحديد ومغاربة في عصور مختلفة. وفي هذا السياق، حمل أول موعد في إطار البرنامج الثقافي المغربي ضمن فعاليات المعرض عنوان " الرحلات المغربية : الاسكندرية معبرا وموئلا " بمشاركة كل من الروائي والصحافي المصري سعد القرش، والناقد والأكاديمي المصري حسين حمودة، والروائي والناقد المغربي شعيب حليفي، الذي قدم بالمناسبة كتاب "عتبات الشوق". وستركز الندوة بالخصوص على موقع الإسكندرية في النصوص التي خطها رحالة مغاربة في طريقهم لأداء مناسك الحج، وهي النصوص التي احتوى على جزء كبير منها كتاب "عتبات الشوق" جمع وتقديم شعيب حليفي. وسيكون التفاعل المصري المغربي موضوع لقاء آخر ضمن مواعيد الثقافة المغربية في الإسكندرية٬ حيث سيعمد كل من المؤرخ والأكاديمي المغربي محمد مزين، والمؤرخة المصرية المختصة في تاريخ الغرب الإسلامي سحر عبد العزيز سالم٬ على تسليط الضوء على "مصريو المغرب"، خصوصا منهم الأساتذة والمفكرون الذين سجلوا حضورا كبيرا في الجامعة المغربية (نجيب محمد البهبيتي، وعز الدين إسماعيل، وعائشة عبد الرحمان "بنت الشاطئ" وعلي سامي النشار، ورشدي فكار ..). وكنموذج لحضور الأدب المصري في النقد الروائي والأطروحات الجامعية في المغرب ستقدم الكاتبة والناقدة زهور كرام كتاب "نجيب محفوظ في النقد المغربي ". وتسلط مكتبة الإسكندرية عبر البرنامج الثقافي المغربي ٬ الضوء على بعض التجارب الأدبية المغربية الجديدة من خلال استضافة الروائي والقاص حسن الرياض، والقاص أنيس الرافعي، فيما سيلقي الشاعران رشيد المومني، وعبد الرحيم الخصار بعضا من قصائدهما في أمسية شعرية تجمعهما بالشاعر المصري محمد أبو المجد. كما ستستضيف مكتبة الإسكندرية من 3 إلى 6 أبريل المقبل، المفكر والباحث المغربي عبد الله ساعف ضمن برنامج الباحث المقيم.