تعيش القارة السمراء، ومعها العالم، هذه الأيام، على وقع الجولة الإفريقية التاريخية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله واستأثرت النتائج الإيجابية، التي أسفرت عنها مباحثات صاحب الجلالة مع الرئيسين السينغالي، ماكي سال في دكار، ثم الإيفواري، الحسن واتارا في أبيدجان، وأيضا الاستقبال الشعبي الكبير، الذي حظي به صاحب الجلالة في العاصمتين السينغالية والإيفوارية. وعبر البيانان المشتركان للزيارتين بصدق عن عزم المملكة بقيادة جلالة الملك، ورئيسي البلدين على السير قدما في درب تعزيز وتقوية التعاون جنوب جنوب. المغرب والسينغال أكد البيان المشترك بين المملكة المغربية وجمهورية السينغال٬ "تطابق وجهات نظرهما بشكل كامل"٬ حول مختلف القضايا٬ وإرادتهما لتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما٬ وجعلها نموذجا للتعاون جنوب-جنوب٬ كما عبرا عن عزمهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في المجال الاقتصادي. وأفاد البيان المشترك٬ الصادر في أعقاب زيارة جلالة الملك محمد السادس الرسمية إلى السينغال٬ من 15 إلى 18 مارس أن صاحب الجلالة عبر عن تشكراته الحارة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، التي خصصت لجلالته والوفد المرافق له٬ ودعا الرئيس السينغالي، ماكي سال، إلى القيام بزيارة رسمية إلى المغرب. الناحية الاقتصادية اقتصاديا جدد البلدان إرادتهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في المجال الاقتصادي٬ من خلال الاتفاق على عقد الدورة 14 للجنة الكبرى المختلطة للتعاون المغربي السينغالي "في أقرب الآجال". ووضع قائدا البلدين٬ اللذان رحبا، أيضا، بالتوقيع على اتفاقية النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع وبروتوكول اتفاق التعاون في مجال المعادن والمحروقات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ اللمسات الأخيرة على اتفاق حول النقل البحري يقضي٬ على الخصوص٬ بفتح خط بحري بين المغرب والسينغال٬ سيتم التوقيع عليه في القريب العاجل. قضية الصحراء المغربية في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية٬ أشار قائدا البلدين إلى أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا للوحدة الترابية ولأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا في وجه مسلسل الاندماج الإقليمي، الذي تتطلع شعوب المنطقة إلى تحقيقه. وفي هذا السياق٬ جدد الرئيس السينغالي دعم بلاده الثابت و الدائم لمغربية الصحراء٬ مشيرا إلى أن المقترح المغربي بإقامة حكم ذاتي موسع بالصحراء يشكل حلا مثاليا للتسوية النهائية لهذا النزاع. وجدد الرئيس ماكي سال٬ بالمناسبة نفسها٬ التأكيد على الأهمية القصوى، التي تكتسيها عودة المملكة المغربية إلى الأسرة الكبيرة في الاتحاد الإفريقي٬ معبرا عن التزامه بالعمل لتحقيق هذا المسعى. العلاقات الثنائية بخصوص العلاقات الثنائية٬ عبر جلالة الملك محمد السادس وفخامة ماكي سال، عن ارتياحهما للأعمال التي بوشرت، بغية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأعرب الرئيس السينغالي عن شكره لجلالة الملك على الدعم الذي يقدمه المغرب للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسينغال. في هذا الصدد، سجل الجانبان بارتياح المبادرات التالية: * تنظيم "الأيام الاقتصادية والتجارية المغربية-السينغالية" في دكار في دجنبر2011، * المشاركة المهمة للمغرب في معرض دكار الدولي في دجنبر 2012، * تنظيم مناظرة العلاقات الاقتصادية المغربية السينغالية على هامش هذا المعرض٬ بحضور حوالي مائة من رجال الأعمال المغاربة ومثلهم من السينغاليين٬ * تنظيم الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك بالمغرب للدورة الثالثة لمنتدى المغرب- إفريقيا حول الكهرباء في ماي 2011 بدكار. وأصدر قائدا البلدين٬ اللذان رحبا بالتوقيع على اتفاقية النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع وبروتوكول اتفاق التعاون في مجال المعادن، والمحروقات٬ والكهرباء٬ والطاقات المتجددة٬ تعليماتهما لوفديهما من أجل إعطاء دينامية جديدة للتعاون الثنائي٬ ومن خلال عقد الدورة 14 للجنة الكبرى المختلطة للتعاون المغربي السينغالي في أقرب الآجال. كما وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على اتفاق للنقل البحري ينص، على الخصوص، على فتح خط بحري بين المغرب والسينغال. وسيتم التوقيع على هذا الاتفاق عما قريب. المغرب وكوت ديفوار أكد البيان المشترك بين المغرب وكوت ديفوار ضرورة تعزيز الإطار المؤسساتي للتعاون القائم بينهما٬ من خلال عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة للتعاون٬ مبرزا أن التعبير عن وجهات نظرهما بشأن قضايا وطنية وثنائية وإقليمية ودولية تم "في أجواء تميزت بالمودة والتفاهم التامين". وذكر البيان بالاتفاقيات، التي جرى توقيعها بمناسبة الزيارة الملكية وهي: 1 - التوقيع على ست اتفاقيات: - مذكرة تفاهم بين وزارتي الشؤون الخارجية - اتفاق يتعلق بالتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات - اتفاق تعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية - اتفاق يتعلق بالخدمات الجوية - معاهدة تهم التكوين المهني في المجال السياحي - اتفاق في مجال الوقاية المدنية 2 - العديد من مشاريع الاتفاقيات في مجالات التعاون الثنائي. - القضايا السياسية والأمنية قضية الصحراء المغربية بخصوص قضية الصحراء المغربية أكد قائدا البلدين أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا محتملا للوحدة الترابية وأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا يحول دون قيام اندماج إقليمي يتماشى مع تطلعات الشعوب الإفريقية. وفي هذا الصدد٬ جدد الرئيس الحسن واتارا تأكيده على الموقف الثابت للكوت ديفوار٬ مؤكدا أن المبادرة المغربية المتعلقة بحكم ذاتي موسع بالصحراء تشكل الحل الأمثل لتسوية هذا النزاع بصفة نهائية. - على الصعيد الأمني: جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا التأكيد على أن التنمية والتقدم لا يمكن تحقيقهما بدون الاستقرار الداخلي والإقليمي. وشددا على ضرورة إقامة تعاون أمني أكبر لمكافحة الأشكال الجديدة للجريمة، خاصة منها الإرهاب والجريمة الإلكترونية والقرصنة البحرية. - على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثمارات: * المستوى التجاري: سجل الوفدان أن مستوى المبادلات التجارية٬ ورغم أنها في تطور مطرد٬ تظل دون مستوى الإمكانيات الحقيقية لبلديهما ونوعية تعاونهما. وبهدف تجاوز هذا الوضع٬ اتفق الوفدان على اعتماد آليات قانونية واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للرفع من حجم المبادلات. وسجل الوفدان الفرص المتعددة التي يتيحها اقتصادا البلدين٬ وأكدا على ضرورة تعزيز تعاونهما بما يعود بالفائدة على الطرفين. وفي هذا الصدد٬ دعا الوفدان القطاع الخاص بكل من الكوت ديفوار والمغرب إلى تكثيف مجهوداته لإرساء شراكة مربحة للطرفين. * على المستوى الصناعي: اتفق الوفدان على تعزيز وتنويع تعاونهما في القطاع الصناعي. * على صعيد المياه والغابات والثروات الحيوانية والبحرية: أوصى الوفدان بتوقيع اتفاقيات للتعاون في مجالات المياه والغابات والثروات الحيوانية والبحرية. * في ميادين المعادن والنفط والطاقة: أوصى البلدان بتوقيع اتفاقيات للتعاون تغطي مجالات التموين بالمعادن والمنتوجات النفطية٬ والتكوين التقني في قطاع النفط٬ وتكثيف المبادلات على مستوى الوزارتين المكلفتين بالطاقة (الكهرباء والمنتوجات النفطية والغاز). * في مجال النقل: وفقا لإعلان ياموسوكرو حول تحرير النقل الجوي٬ اتفق البلدان على مراجعة اتفاق النقل الجوي٬ الموقع في 9 فبراير 2007 بالرباط٬ لكي يتلاءم بشكل أفضل مع الأنظمة الدولية من خلال إدماج توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني المتعلقة بالسلامة والأمن في مجال صناعة النقل الجوي. * في مجال التربية: سجل الوفدان حسن سير تنفيذ اتفاقية سنة 2004، وأكدا ضرورة تدعيم التعاون على الصعيدين الثقافي والتربوي٬ خاصة من خلال برامج للتبادل في مجال التكوين٬ ومعادلة الشهادات٬ وتقديم منح للدراسات والأبحاث٬ وتنظيم ندوات وزيارات دراسية. * في مجالي الثقافة والفرونكفونية: قرر البلدان تطوير تعاونهما في مجال الثقافة، اعتبارا للإمكانيات الهائلة التي يتوفران عليها. وطلبت الكوت ديفوار من المغرب مساندة ترشيحها لتنظيم الدورة السابعة عشرة للقمة الفرنكوفونية بأبيدجان. * في مجال النهوض بالشباب: قرر البلدان تكثيف تعاونهما بهدف ضمان النهوض بقطاع الشباب فيهما وتطوير القدرات التنظيمية للبنيات المكلفة بالشباب. * في ميدان الرياضة: قرر البلدان تكثيف تعاونهما في المجال الرياضي، خاصة من خلال تنفيذ برامج لتبادل التجارب والتكوين من أجل إعطاء دينامية أكبر للقطاع الرياضي بالبلدين. - مشاريع اتفاقيات التعاون: أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا أن البلدين تبادلا عددا من مشاريع اتفاقيات التعاون. فقد اقترحت الكوت ديفوارعلى المغرب مشاريع اتفاقيات تعاون في مجالات العدل والسياحة واللامركزية٬ فيما اقترح المغرب على الكوت ديفوار مشاريع اتفاقيات للتعاون في مجالات الموانئ والنقل البحري٬ والتعاون الصناعي٬ وتدبير وتنمية الموارد المائية للمناطق الرطبة في الساحل. وستتم دراسة جميع مشاريع الاتفاقيات هذه وملاءمتها٬ باتفاق الطرفين٬ خلال الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة للتعاون التي ستنعقد عما قريب بأبيدجان. - التعاون الإقليمي والدولي: عبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا عن ارتياحهما للدور الإيجابي، الذي تضطلع به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في تسوية النزاعات بمنطقة غرب إفريقيا. ونوه جلالة الملك محمد السادس بالدور الاستثنائي والحاسم، الذي يواصل فخامة رئيس جمهورية الكوت ديفوار، الحسن واتارا، الاضطلاع به بصفته الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، في تسوية النزاعات بالمنطقة٬ كما هنأه على إعادة انتخابه رئيسا لهذه المنظمة.