أكدت المملكة المغربية وجمهورية الكوت ديفوار على ضرورة تعزيز الاطار المؤسساتي للتعاون القائم بينهما ٬ من خلال عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة للتعاون مبرزتين أن التعبير عن وجهات نظرهما بشأن قضايا وطنية وثنائية وإقليمية ودولية تم "في أجواء تميزت بالمودة والتفاهم التامين". وجاء في بيان مشترك ٬ صدر اليوم الأربعاء بأبيدجان بمناسبة الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت ديفوار٬ أن جلالة الملك عبر لفخامة الحسن واتارا ولحكومة وشعب الكوت ديفوار ٬ عن امتنانه العميق وتشكراته الصادقة على الاستقبال الحار والاخوي وعلى كرم الضيافة الإفريقية الأصيلة ٬ وعلى الحفاوة البالغة التي حظي بها جلالته شخصيا والوفد المرافق له ٬ مبرزا أن صاحب الجلالة الملك وجه دعوة إلى فخامة الرئيس الحسن واتارا للقيام بزيارة رسمية للمغرب. وأضاف البيان٬ الذي وقعه ٬ بحضور الصحافة ٬ وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية الإيفواري شارل كوفي ديبي ٬ أن قائدي البلدين وافقا على نتائج أشغال وزرائهما بشأن العديد من قضايا التعاون٬ مؤكدين ٬ من جهة أخرى٬ أن التنمية والتقدم لا يمكن تحقيقهما بدون الاستقرار الداخلي والإقليمي. وبخصوص قضية الصحراء المغربية ٬ جدد الرئيس الحسن واتارا تأكيده على الموقف الثابت للكوت ديفوار٬ مؤكدا أن "المبادرة المغربية المتعلقة بحكم ذاتي موسع بالصحراء تشكل الحل الأمثل لتسوية هذا النزاع بصفة نهائية". وفي ما يلي النص الكامل للبيان المشترك: "بدعوة من فخامة الرئيس الحسن واتارا ٬ رئيس جمهورية الكوت ديفوار ٬ قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ ملك المغرب ٬ بزيارة رسمية للكوت ديفوار من 19 الى 22 مارس 2013 . وقد خصص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والوفد المرافق له استقبال حار وحماسي ميز على الدوام علاقات الأخوة القائمة بين البلدين والشعبين . وخلال هذه الزيارة ٬ أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا مباحثات على انفراد وموسعة ٬ عبرا خلالها عن وجهات نظرهما بشأن قضايا وطنية وثنائية وإقليمية ودولية في أجواء تميزت بالمودة والتفاهم التامين . وشددا على ضرورة تعزيز الاطار المؤسساتي للتعاون القائم بين البلدين من خلال عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة للتعاون . ووافق الطرفان ٬ بهذا الخصوص ٬ على نتائج أشغال وزرائهما بشأن العديد من قضايا التعاون وهي : 1 - التوقيع على ست اتفاقيات: - مذكرة تفاهم بين وزارتي الشؤون الخارجية - اتفاق يتعلق بالتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات - اتفاق تعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية - اتفاق يتعلق بالخدمات الجوية - معاهدة تهم التكوين المهني في المجال السياحي - اتفاق في مجال الوقاية المدنية 2 - العديد من مشاريع الاتفاقيات في مجالات التعاون الثنائي. - القضايا السياسية والأمنية وقد أطلع الرئيس الحسن واتارا صاحب الجلالة الملك محمد السادس على التقدم الذي تحقق في مسلسل المصالحة الوطنية وإعادة البناء في الكوت ديفوار . ومن جهته ٬ أشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعودة السلم والاستقرار الى الكوت ديفوار٬ وعبر عن دعمه للرئيس الحسن واتارا ٬ وللحكومة والشعب الايفواريين ٬ في الجهود المبذولة من أجل إعادة البناء والنهوض الاقتصادي في البلاد . وبخصوص قضية الصحراء المغربية ٬ أكد قائدا البلدين أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا محتملا للوحدة الترابية وأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا يحول دون قيام اندماج إقليمي يتماشى مع تطلعات الشعوب الإفريقية. وفي هذا الصدد ٬ جدد الرئيس الحسن واتارا تأكيده على الموقف الثابت للكوت ديفوار٬ مؤكدا أن المبادرة المغربية المتعلقة بحكم ذاتي موسع بالصحراء تشكل الحل الأمثل لتسوية هذا النزاع بصفة نهائية. - على الصعيد الأمني: جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا التأكيد على أن التنمية والتقدم لا يمكن تحقيقهما بدون الاستقرار الداخلي والإقليمي. وشددا على ضرورة إقامة تعاون أمني أكبر لمكافحة الأشكال الجديدة للجريمة وخاصة منها الارهاب والجريمة الالكترونية والقرصنة البحرية . - على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثمارات : * المستوى التجاري : سجل الوفدان أن مستوى المبادلات التجارية٬ وبالرغم من أنها في تطور مطرد٬ تظل دون مستوى الإمكانيات الحقيقية لبلديهما ونوعية تعاونهما. وبهدف تجاوز هذا الوضع ٬ اتفق الوفدان على اعتماد آليات قانونية واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للرفع من حجم المبادلات. وسجل الوفدان الفرص المتعددة التي يتيحها اقتصادا البلدين ٬ وأكدا على ضرورة تعزيز تعاونهما بما يعود بالفائدة على الطرفين. وفي هذا الصدد ٬ دعا الوفدان القطاع الخاص بكل من الكوت ديفوار والمغرب إلى تكثيف مجهوداته لإرساء شراكة مربحة للطرفين. * على المستوى الصناعي: اتفق الوفدان على تعزيز وتنويع تعاونهما في القطاع الصناعي. * على صعيد المياه والغابات والثروات الحيوانية والبحرية : أوصى الوفدان بتوقيع اتفاقيات للتعاون في مجالات المياه والغابات والثروات الحيوانية والبحرية . * في ميادين المعادن والنفط والطاقة : أوصى البلدان بتوقيع اتفاقيات للتعاون تغطي مجالات التموين بالمعادن والمنتوجات النفطية ٬ والتكوين التقني في قطاع النفط ٬ وتكثيف المبادلات على مستوى الوزارتين المكلفتين بالطاقة (الكهرباء والمنتوجات النفطية والغاز). * في مجال النقل : وفقا لإعلان ياموسوكرو حول تحرير النقل الجوي٬ اتفق البلدان على مراجعة اتفاق النقل الجوي ٬ الموقع في 9 فبراير 2007 بالرباط ٬ لكي يتلاءم بشكل أفضل مع الأنظمة الدولية من خلال ادماج توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني المتعلقة بالسلامة والأمن في مجال صناعة النقل الجوي . * في مجال التربية : سجل الوفدان حسن سير تنفيذ اتفاقية سنة 2004 ٬ وأكدا على ضرورة تدعيم التعاون على الصعيدين الثقافي والتربوي ٬ وخاصة من خلال برامج للتبادل في مجال التكوين ٬ ومعادلة الشهادات ٬ وتقديم منح للدراسات والأبحاث ٬ وتنظيم ندوات وزيارات دراسية . * في مجالي الثقافة والفرونكفونية : قرر البلدان تطوير تعاونهما في مجال الثقافة اعتبارا للإمكانيات الهائلة التي يتوفران عليها . وطلبت الكوت ديفوار من المغرب مساندة ترشيحها لتنظيم الدورة السابعة عشرة للقمة الفرنكوفونية بأبيدجان . * في مجال النهوض بالشباب: قرر البلدان تكثيف تعاونهما بهدف ضمان النهوض بقطاع الشباب فيهما وتطوير القدرات التنظيمية للبنيات المكلفة بالشباب . * في ميدان الرياضة: قرر البلدان تكثيف تعاونهما في المجال الرياضي وخاصة من خلال تنفيذ برامج لتبادل التجارب والتكوين من أجل إعطاء دينامية أكبر للقطاع الرياضي بالبلدين. - مشاريع اتفاقيات التعاون: أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا أن البلدين تبادلا عددا من مشاريع اتفاقيات التعاون. فقد اقترحت الكوت ديفوارعلى المغرب مشاريع اتفاقيات تعاون في مجالات العدل والسياحة واللامركزية ٬ فيما اقترح المغرب على الكوت ديفوار مشاريع اتفاقيات للتعاون في مجالات الموانئ والنقل البحري٬ والتعاون الصناعي ٬ وتدبير وتنمية الموارد المائية للمناطق الرطبة في الساحل. وستتم دراسة جميع مشاريع الاتفاقيات هذه وملاءمتها ٬ باتفاق الطرفين ٬ خلال الدورة القادمة للجنة العليا المشتركة للتعاون التي ستنعقد عما قريب بأبيدجان. - التعاون الإقليمي والدولي: عبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا عن ارتياحهما للدور الايجابي الذي تضطلع به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في تسوية النزاعات بمنطقة غرب إفريقيا. ونوه جلالة الملك محمد السادس بالدور الاستثنائي والحاسم الذي يواصل فخامة رئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن واتارا الاضطلاع به بصفته الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ٬في تسوية النزاعات بالمنطقة ٬ كما هنأه على إعادة انتخابه رئيسا لهذه المنظمة. وعلى الصعيد الدولي ٬ عبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا عن ارتياحهما لتطابق وجهات نظرهما حول القضايا متعددة الأطراف ٬ واتفقا على ضرورة التنسيق بين سياستيهما ٬ بشكل أفضل ٬ في المحافل الدولية والمنظمات الاقليمية والجهوية . وفي ختام زيارته ٬ أعرب صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ ملك المغرب ٬ لفخامة الحسن واتارا ولحكومة وشعب الكوت ديفوار ٬ عن امتنانه العميق وتشكراته الصادقة على الاستقبال الحار والاخوي وعلى كرم الضيافة الإفريقية الأصيلة ٬وعلى الحفاوة البالغة التي حظي بها جلالته شخصيا والوفد المرافق له. وأعرب جلالة الملك عن اقتناعه بأن زيارته للكوت ديفوار ستسهم في تعزيز العلاقات المتينة والأخوية والعريقة التي تجمع بين البلدين. ووجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعوة إلى فخامة الرئيس الحسن واتارا للقيام بزيارة رسمية للمغرب٬ وقد قبل فخامته هذه الدعوة على أن يحدد تاريخ الزيارة بالطرق الدبلوماسية ".