شهدت القاعة 4 بغرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال في محكمة الاستئناف بالرباط، مساء أول أمس الاثنين، انعقاد جلسة استماع المحكمة إلى ملف تاجر المخدرات المعروف ب"ولد الهيبول" المدان بعشر سنوات سجنا نافذا، في مواجهة 16 رجل أمن، سبعة يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي، وتسعة يتابعون في حالة سراح، بتهم "الامتناع عن القيام بعمل من أعمال الوظيفة، وإفشاء سر مودع بحكم الوظيفة، والمشاركة في الإرشاء والارتشاء". وتميزت الجلسة بتفجير تاجر المخدرات الميلودي الزحاف، الملقب ب"ولد الهيبول"، قنبلة أمام هيئة المحكمة والمتهمين والدفاع والحضور، عندما كشف عن علاقته بالأمنيين المعتقلين، وضمنهم عميد شرطة وضابطان٬ ومفتش ومقدم رئيس، ومقدم، مفادها أنه كان على اتصال مباشر بالأمنيين المتابعين في الملف، كما أنه كان يعرف كل ما يجري خلال الاجتماعات المنعقدة بين أفراد الشرطة ورؤسائهم، وعلى دراية بخطط عناصر الأمن من أجل الإيقاع بتجار المخدرات والعصابات الإجرامية. وزادت اعترافات "ولد الهيبول" من صدمة واحتجاج عائلات المتهمين، عندما أكد أنه، طيلة 4 سنوات، كانت تربطه علاقة وطيدة مع المتهمين، كان من خلالها يمنحهم مبالغ مالية أسبوعية، تتراوح بين ألف درهم و1500 درهم، ومكافأة مالية أكبر، إذا تمكنت عناصر الأمن من إيقاف أحد المنافسين له في الاتجار في المخدرات. ولم تتوقف اعترافات "ولد الهيبول"، عند هذا الحد، إذ أكد أنه كان يتكفل بشراء خروف العيد وملابس العيد لأبناء الأمنيين و"الجلابة" لزوجاتهم، بالإضافة إلى أداء واجب الكراء شهريا لبعضهم. واعترف "ولد الهيبول"، أن الحماية التي كان يتمتع بها مكنته من ترويج حوالي 60 كيلوغراما يوميا من مخدر الشيرا، وما بين 800 و1000 علبة من الحبوب المهلوسة، وهو ما يدر عليه مبلغا ماليا يقدر ب80 مليون سنتيم شهريا. وأثناء استماع المحكمة إلى عناصر الأمن، نفوا التهم المنسوبة إليهم، ومن ضمنها مجموعة من المكالمات، التي كانت تجري بينه وبينهم، وعلاقتهم بتاجر المخدرات المذكور. من جهتها، نفت متهمة تدعى "عزيزة"، توجد رهن الاعتقال أثناء الاستماع إليها، والمتابعة من أجل الوساطة بين تاجر المخدرات ورجال الأمن، علاقتها ب"ولد الهيبول"، رغم مواجهتها بمكالمات هاتفية جرت بينها وبين تاجر المخدرات، تخبره عن تحركات "البوليس". وفي ختام الجلسة، قررت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط تأجيل الملف إلى الاثنين المقبل، من أجل الاستماع إلى مرافعات النيابة العامة والدفاع. وكان بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني أفاد أن عملية إلقاء القبض على المتهم الرئيسي، الصادرة في حقه مذكرات بحث رفقة شريكه٬ مكنت من حجز كميات مهمة من مخدر الشيرا وأقراص مهلوسة من مختلف الأنواع، وأسلحة بيضاء٬ وهواتف محمولة، تستعمل في التواصل مع المتواطئين معه، الذين توجد بينهم امرأة.