لا يختلف اثنان على أن للمرأة المغربية مكانة متميزة على الصعيد الدولي أو العربي، حيث استطاعت أن تبرز في المحافل الدولية بشكل لافت للنظر. التشكيلية المغربية فاطمة كيلين عندما تجتمع الأصالة وجمال النفس تكتمل صورة المرأة المغربية، والفنانة التشكيلية فاطمة كيلين نموذج للمرأة التي استطاعت أن تتحدى الواقع والتعاليق الجارحة من طرف فئة من المجتمع، وأسست لنفسها مكانة مميزة وبصمة محترمة بأستراليا. الفنانة فاطمة حليوة كيلين حزمت أمتعتها وغادرت مدينة الدارالبيضاء سنة 1988، متجهة إلى واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث درست فن التصوير الفوتوغرافي، لتلتقي بشريك حياتها جون كيلين وتكمل معه مسارها بأستراليا، حيث درست الفنون التشكيلية في العاصمة كانبرا. عن منجزها البصري، تقول الفنانة فاطمة، في لقاء مع "المغربية" إن لوحاتها تحمل رسالة حب وسلام من العالم العربي إلى المتذوق الغربي، وهي رسالة تنقل عبرها التاريخ والثقافة العربيتين. خلال إقامتها بأستراليا نظمت فاطمة أزيد من 30 معرضا، وجديد أعمالها تعرض حاليا بالمتحف الوطني بكانبرا لمدة خمس سنوات، وحصلت على سنتين إضافيتين للعرض بالمتحف نفسه لكثرة الزوار. ورغم إقامتها الدائمة بأستراليا، إلا أن الفنانة فاطمة المتحدرة من الدارالبيضاء، لم تنسها الثقافة الغربية أصالتها وانتماءها، فهي دائمة التشبث بالجذور وبالتراث العربي الأصيل، إذ قلما تغيب الرموز الإسلامية والخط العربي عن لوحاتها. ولانتمائها العربي تجد في جل لوحات فاطمة كيلين اهتماما كبيرا بالقضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة، وواقع المسلمين بالعراق وأفغانستان، كما تحاول دائما تصحيح الصورة النمطية التي يرسمها الغرب عن الإسلام، وعن المرأة المسلمة المقيمة بالغرب، تقديرا لما حققته وما تسعى إليه. يذكر أن لقاء "المغربية" بالفنانة المتشبثة بأصولها المغربية، كان صدفة بأحد المهرجانات الثقافية بأستراليا، حيث قامت بعرض لوحاتها، التي تركت بصمة عميقة في قلب الزوار، الذين تأثروا من معاناة بعض الشعوب من الحروب، كما أبدوا إعجابهم بلوحات تعبر عن بساطة المرأة المغربية، خصوصا تلك المتعلقة بذكرى وفاة ولدتها.