قالت الحكمة الدولية، لمياء لوراغي، في حوار مع "الواحة الرياضية"، إنها تجرأت على اقتحام مجال كرة القدم، الذي كان إلى عهد قريب حكرا على الذكور فقط، واختيار مجال التحكيم، الذي كان أشبه بمغامرة غير محسوبة العواقب، بالنظر إلى ما يحدث في عالم التحكيم للذكور قبل الإناث. أضافت الحكمة العبدية "فرضت نفسي في هذا المجال، ونجحت في تحقيق ما كنت أطمح إليه، فرض الذات في ملاعب كرة القدم"، مؤكدة أنها تمارس هذه المهنة دون أدنى مركب نقص. كيف سقطت في عشق مجال التحكيم؟ كان ذلك عندما كان عمري لا يتجاوز 19 سنة، ولم أكن آنذاك أفقه شيئا في مجال التحكيم، لكن الرغبة والطموح كانا وراء هذا العشق، خصوصا بعدما تلقيت الدعم والتشجيع من طرف أفراد أسرتي، وأيضا المساعدة الكاملة لحكام مدينة آسفي، الذين شجعوني على ولوج مجال التحكيم من بابه الواسع. هل تشعرين بمركب نقص وأنت تمارسين التحكيم؟ أعتقد أن العنصر النسوي بدأ يشق طريقه في الميدان الرياضي منذ زمن خاصة كرة القدم، ويعود الفضل في ذلك إلى هؤلاء النساء اللواتي مهدن الطريق للجيل، الذي أتى من بعدهن، وأنا واحدة من ذلك الجيل، إذ استطعت أن أحقق ما كنت أطمح إليه، وأن أصبح حكمة في ملاعب كرة القدم. وهي رغبة كانت تلازمني منذ صغري. واليوم والحمد لله أمارس مهنة التحكيم كأول امرأة في منطقة عبدة إلى جانب زملائي من الذكور بتلقائية ودون مركب نقص، وأعتز بنفسي وأنا وسط الميدان. هل سبق لك قيادة مباريات في كرة القدم للذكور؟ فعلا كانت أول تجربة لي مع مباراة للذكور جمعت بين فريق رجاء آسفي ودفاع آسفي ينتميان إلى البطولة الجهوية بعصبة دكالة عبدة لكرة القدم، وكانت بالنسبة للطرفين حاسمة ومصيرية، باعتبار أن الفائز في المباراة يصعد إلى قسم الهواة. واستطعت التحكم في زمام المباراة بفضل تطبيقي لقوانين اللعبة، وأيضا بمساعدة زملائي الحكام، الذين وجدت فيهم خير مساعد لي على المضي قدما في مجال التحكيم. بعد هذه المباراة قمت بقيادة مجموعة من مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم النسوية، حصلت من خلالها على نقاط جيدة من طرف مراقبي المباريات، وعلى إثرها نلت الشارة الدولية. هل لك أن تقارني بين قيادة مباراة للذكور وأخرى للإناث؟ أعتقد أن قوانين لعبة كرة القدم تطبق على الجميع، سواء كانت المباراة للذكور أو للإناث، إلا أن الفرق يكمن فقط في كون المباراة الخاصة بنون النسوة يكون إيقاعها بطيئا، واللاعبات ليست لهن تلك اللياقة البدنية التي يتوفر عليها الجنس الآخر. علما أن الخشونة قد يشترك فيها الجنسان معا مع فرق بسيط بالنسبة للعنصر النسوي كما أن الحكمة التي تقود مباراة للرجال مطالبة ببذل مجهود كبير على مستوى الجانب البدني والفكري، بالمقابل نجد عكس ذلك في المباراة الخاصة بالنساء بسبب الإيقاع البطيء. كيف تقيمين التحكيم النسوي؟ التحكيم النسوي ما يزال مغيبا في البطولة الوطنية الاحترافية، رغم أن هناك أربع حكمات يحملن الشارة الدولية وهن سعاد أولحاج، وإنصاف الحركاوي، وزهرة جلال، بالإضافة إلى لمياء لوراغي. طبعا فإقصاؤهن من الممارسة على مستوى البطولة الاحترافية، وحتى على مستوى النخبة يبقى أمرا غير معقول، لأن التحكيم في هذه الحالة لا يتعلق بالجنس سواء كان ذكرا أو أنثى بقدر ما هو مرتبط بمدى قدرة الحكم على قيادة المباراة بجدارة وكفاءة مع حسن تطبيق قوانين اللعبة. وأتمنى أن تتاح الفرصة لهؤلاء الحكام من العنصر النسوي لقيادة بعض المباريات الودية والرسمية في الدوري المغربي الاحترافي، علما أن عدد الممارسات للتحكيم على الصعيد الوطني يفوق 30 حكمة، ينتمين إلى العصب الجهوية، وعموما فالتحكيم النسوي يسير في الاتجاه الصحيح.