ربح الاتحاد التركي الإسلامي في ألمانيا (ديتيب) معركة قضائية ضد شركة بناء كان قد كلفها ببناء مسجد في مدينة كولونيا (غرب)٬ ليكون أكبر مسجد في ألمانيا. وجاء هذا الانتصار بعد أن رفضت محكمة مدينة كولونيا اليوم الجمعة٬ دعوى أقامتها شركة "نوا" ضد الاتحاد التركي الإسلامي تطالبها فيها بتسديد مليوني أورو من باقي حقوقها المالية من مشروع بناء المسجد. وقال القاضي رئيس الجلسة٬ توماس بينكن٬ إن الاتحاد التركي الإسلامي فسخ العقد مع الشركة٬ لأنها استخدمت في بناء المسجد نوعا من الخرسانة مخالفا لما تم الاتفاق عليه في العقد. وأضاف القاضي بينكن أنه لا يمكن لشركة "نوا" المطالبة بما تبقى من أجرها مقابل عمل فيه عيوب ومخالف لما تضمنه العقد. وقال محامى الشركة٬ توماس غيليت٬ في تصريح للصحافة "هناك احتمال كبير أن نطعن في الحكم". وكان مجلس مدينة كولونيا التي يشكل المسلمون فيها 12 في المائة من مجمل السكان٬ قد حسم سنة 2008 في الجدل الذي استمر أكثر من سنة في الموافقة على بناء هذا المسجد الذي سيكون الأكبر من نوعه ليس فقط في ألمانيا بل في أوروبا أيضا لكن مع شرط خفض ارتفاع المآذن عما كان مخططا له٬ أي اقل من 55 مترا. واعتبر الاتحاد التركي الإسلامي أن بناء المسجد يأتي "تجسيدا لروح الاندماج السلمي والقائم على الثقة المتبادلة بين الأديان". وكان قد وافق على بناء هذا المسجد كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار والحزب الديمقراطي الحر٬ فيما رفضه أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي٬ الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل إضافة إلى اتحاد الناخبين اليميني التطرف.