تحت وقع الصدمة، تلقى الصحافيون العاملون في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة خبر وفاة زميلهم محمد المودن، إثر إصابته بنوبة قلبية، وهو على متن سيارته في اتجاه مدينة الدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء. وعم الحزن داخل كل أقسام الشركة الوطنية، لأن الراحل اتسمت تجربته الإعلامية بالتفاني ونكران الذات، وكان مثالا في الأخلاق الفاضلة ونموذجا في المهنية. وفي تصريح للقناة الأولى، اكتفت فاطمة برودي بالقول "لا حول ولا قوة إلا بالله، ليرحمه الله وليغفر له ولنا جميعا، الله"، مستسلمة للبكاء لفقدان الراحل. وبنبرة الحزن والأسى قال حسن القوتي، مخرج صحافي "رحم الله الراحل محمد المودن، الذي كان نعم الصديق ونعم الصحفي ونعم الرئيس ونعم المدير، وكان مدرسة لما راكمه من تجربة إعلامية، وتعلمنا على يديه الشيء الكثير". أما زميله عبد اللطيف لمبرع، مدير قسم الأخبار بالإذاعة الوطنية، فقال "سي محمد المودن كانت له أياد بيضاء أنعم بها على كل الصحافيين والتقنيين، وكل العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة". وبعبارات الثناء على مجهود الراحل، قال الحسين الحنشاوي، رئيس تحرير بالقناة الأولى، إنه "الإنسان الذي يسبق التعامل الإنساني على التعامل المهني، كان مهنيا وعطاؤه للتلفزة الوطنية غزير جدا". أما زبير بركاش، صحافي بالتلفزة الوطنية، فقال إن الراحل "ساهم في تطور المجال الإعلامي في المغرب، من خلال المهنية المشهود له بها". وقال الزميل الصحافي عبد الوهاب الكعراطي "كان الراحل أستاذنا جميعا، ويعد من الصحافيين الكبار في الوطن افتقدناه رحمه الله وأدخله الله فسيح جناته". من جهته، قال عز الدين أبو الجيوش، موضب بالقناة الأولى "تعاملنا مع السي محمد المودن لمدة ثلاثة عقود، وتعلمنا منه رحمه الله العديد من الأشياء كصحافي وكتقني، إذ كان متعدد المواهب، وكان لنا بمثابة الأب في القناة رحمه الله". أما حسن الحريري، صحافي، فقال "لم نفقد الفقيد، لأنه مازال بين ظهرانينا بفعل أخلاقه الحسنة"، بينما قالت أمينة غريب، صحافية "نقتسم جميعا الحزب لأننا نعرف الفقيد الصحافي والإنسان الطيب جدا". وعمل الراحل لما يناهز 30 سنة تقريبا صحافيا بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ومكلفا بتقديم الأخبار بالقناة الأولى، قبل أن يضطلع بعدد من المسؤوليات بهيئة التحرير. وتميز مساره المهني بعطاءات إعلامية كبيرة، منذ التحاقه سنة 1976. وتدرج الراحل في العديد من المهام، سواء بالتلفزة المغربية أو بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إذ راكم تجربة غنية وكبيرة وعمل صحافيا ورئيسا للتحرير ورئيسا لقسم الأخبار بالقناة الأولى للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وطبع مساره الإعلامي بغزارة الأعمال الصحفية والتغطيات الإخبارية للعديد من الأحداث الوطنية والدولية التي احتضنها المغرب. ويشهد له مساره بتنوع عطاءاته المهنية، كان أبرزها تقديمه للأخبار، وتنشيط العديد من البرامج الحوارية والإخبارية، فضلا عن استضافته العديد من الشخصيات المغربية والعربية والدولية. وخلف الراحل لأرشيف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كما مهما من البرامج والإنتاجات القيمة.