أعلن، أول أمس الأربعاء، في الدوحة أنه تم تقديم مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. الرئيس السوري بشار الأسد وأفادت وكالة الأنباء القطرية أن هذه المساهمة "تأتي في إطار المعونات الإنسانية التي تقدمها قطر للشعب السوري في محنته الراهنة٬ وتهدف إلى وصول المساعدات الطارئة إلى جميع المحتاجين لها بحيادية وبدون أي تمييز٬ عبر التنسيق مع كافة الشبكات الإنسانية العاملة في المجال الإنساني لصالح الشعب السوري". كما تأتي هذه المساهمة٬ يضيف المصدر ذاته٬ انطلاقاً من "تحمل قطر حكومة وشعباً -منذ بداية الأزمة السورية- مسؤوليتها الإنسانية والأخوية تجاه الشعب السوري الشقيق٬ للتخفيف من معاناته ومؤازرته حتى يحصل على حقوقه في الحرية والكرامة٬ ويتجاوز محنته المستمرة منذ ما يقارب السنتين". وفي تصريحات للصحافة نوه نزار الحراكي، سفير الائتلاف السوري بالدوحة، بالمساهمة المالية القطرية٬ مبرزا أنها تأتي تواصلا واستمرارا للمبادرات من قبل القيادة القطرية التي "تقدم المساعدات المالية والعينية والإنسانية للشعب السوري الجريح". من جهة أخرى، أظهرت مسودة بيان يصدر عن اجتماع للمعارضة السورية أن الائتلاف الوطني السوري المعارض مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية. وحذفت المسودة التي اطلعت رويترز على نسخة منها المطالبة المباشرة بعزل الأسد فيما يمثل تخفيفا لحدة مواقف سابقة أصرت على ضرورة أن يرحل الرئيس قبل إجراء أي محادثات. وقالت الوثيقة التي تناقش خلال اجتماع لقيادة الائتلاف المعارض بدأ في القاهرة أمس الخميس، إنه يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء وأن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولاياتالمتحدة وروسيا. وجاء في الوثيقة أن الأسد وقادة الجيش والأمن مسؤولون عن القرارات التي أدت بالبلاد إلى ما هي فيه الآن وهم خارج أي عملية سياسية وليسوا جزءا من أي تسوية سياسية في سوريا. وطالبت الوثيقة بضرورة محاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبوها. وطرح المبادرة معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف وهو رجل دين من دمشق لعب دورا في حركة الاحتجاج السلمية ضد الأسد في بداية الانتفاضة منذ نحو عامين. ميدانيا، هز انفجار عنيف ناتج عن سيارة مفخخة قرب مقر حزب البعث٬ أمس الخميس٬ العاصمة السورية (دمشق)٬ وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى٬ حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة أن "التفجير الإرهابي (...) أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا والإصابات بين المدنيين وأضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين المحيطة بمنطقة التفجير". من جانبه٬ ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الانفجار وقع بين شارع بغداد وشارع الثورة في وسط العاصمة٬ مشيرا إلى سقوط جرحى٬ دون تحديد عددهم. وأفاد شهود عيان في المنطقة٬ حسب وكالة أنباء الأناضول التركية٬ بأن سيارات إطفاء وإسعاف هرعت إلى منطقة الانفجار٬ مشيرين إلى إطلاق قوات الأمن النار٬ ووقوع عدة انفجارات متتالية.