قال البروفسور إسماعيل صرف، رئيس مصلحة جراحة المسالك البولية وزرع الكلي بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، إن الهدف من زرع الكلي هو تغيير نمط الحياة بالنسبة للمريض الذي كان يعاني القصور الكلوي، وإنهاء معاناته مع تصفية الكلي، وتوفير كلية تستطيع القيام بوظائفها. البروفسور إسماعيل صرف رئيس مصلحة جراحة المسالك البولية وزرع الكلي بمستشفى ابن طفيل أوضح البروفسور صرف، في حوار مع "المغربية"، أن المريض يخضع لمراقبة طبية دائمة، بعد عملية زرع الكلية، تكون ضرورية مرة في كل 15 يوما في مرحلة أولية، مشيرا إلى أن الإنجاز الطبي، الذي تحقق بإجراء العمليات الجراحية المعقدة، يعد انتصارا على مرض القصور الكلوي المزمن. ما الهدف من زراعة الكلي وكيف يمكن الحصول عليها؟ - الهدف من زراعة الكلي هو توفير كلية تستطيع القيام بوظائفها لشخص فقدت الكلي لديه القدرة على أداء وظائفه، بسبب العديد من العوامل، مثل الفشل الكلوي المزمن، وتضرر الكلي جراء مرض السكري، وفرط ضغط الدم الكلوي، وعدوى كلوية مزمنة، وإلحاق الضرر بالكلي بسبب الأدوية، وتعرض شرايين الكلي للضرر، وأمراض الكلي الوراثية، وتضرر الكلي عقب مرض مناعة ذاتية، وغيرها. كما أن زرع الكلي يهدف إلى تغيير نمط الحياة بالنسبة للمريض الذي كان يعاني القصور الكلوي، وإنهاء معاناته مع تصفية الكلي، مع العلم أن مردودية العمل تكون كبيرة، فضلا عن تغيير الحياة الجنسية للمريض، خاصة أن القصور الكلوي يعطل جميع وظائف الجسم. ويمكن الحصول على كلية بغرض الزراعة إما عن طريق متبرع حي أو ميت، لكن يفضل المتبرع الحي، إذ يمكن إجراء الفحوصات الشاملة لهذا المتبرع قبل عملية الزرع، وهكذا، يتأتى الحد من احتمالات رفض الجسم للزرع، ومن أجل زيادة احتمالات نجاح عملية الزرع لدى المريض، علاوة على ذلك، فإن معدل حياة الكلية المأخوذة من المتبرع الحي أطول بضعفين من الكلية المأخوذة من جسم ميت. كيف تجري عملية زرع الكلي بالمنظار؟ - تشمل زراعة الكلي عملية جراحية أولى للمتبرع من أجل إخراج الكلية السليمة، وفي معظم الحالات، ينجز ذلك عن طريق إحداث شق صغير وإخراج الكلية عبر الجراحة بالمنظار، أما الجراحة الثانية، فتكون لدى المريض الذي يعاني القصور الكلوي، وهو مستقبل الكلية من أجل زراعتها في جسده. ما هي العلاجات التي يتلقاها المريض بعد الجراحة؟ - بعد زرع الكلية، يخضع المريض لمراقبة طبية دائمة، إذ أن عملية التتبع والمراقبة تظل بالنسبة للذين استفادوا من إجراء عمليات زرع الكلي ضرورية مرة كل 15 يوما في مرحلة أولية، ويمكن للمتبرع مغادرة المستشفى بعد إجراء العملية الجراحية، لأنه إنسان سليم وخال من الأمراض، ويمكنه تناول أدوية في حالة إحساسه بالألم. في معظم الحالات، تقوم الكلية المزروعة بتزويد البول بشكل فوري، وتصل إلى نسبة أداء طبيعية، خلال أسبوع أو أسبوعين، في حين أن الكلية المأخوذة من جسد ميت تحتاج إلى وقت أكثر حتى تصل إلى نسبة الأداء الطبيعية، وفي حالة وجود مشاكل بالتبول، تضاف أدوية مدرة للبول من أجل مساعدة الكلية الجديدة على العمل، كما تعطى أدوية من أجل تثبيط الجهاز المناعي للمريض، بهدف منع رفض الزرع بقدر الإمكان. وتستعمل هذه الأدوية لفترات طويلة، وفي بعض الحالات يجري تناولها مدى الحياة، ولكنها تتطلب إجراء متابعة مكثفة لفحوصات الدم ووظائف الكلي، بسبب تأثيراتها الجانبية المتنوعة. ماذا عن الحالة الصحية للمريضة التي أجريت لها عملية زرع كلية يوم 7 فبراير الجاري؟ المريضة تتمتع بصحة جيدة، وتخضع لمراقبة طبية دقيقة في قاعة معقمة لتتبع حالتها الصحية. إن نجاح هذه العملية الجراحية سيفتح آفاقا وآمالا جديدة بالنسبة لأشخاص آخرين مصابين بمرض القصور الكلوي المزمن، خاصة أن عدد المصابين بهذا المرض المزمن يعرف تزايدا في جهة مراكش تانسيفت الحوز وفي جنوب المغرب. كما أن هذا الإنجاز الطبي، الذي تحقق بإجراء هذه العمليات الجراحية المعقدة، يعد انتصارا على مرض القصور الكلوي المزمن، لأن الأمر يتعلق بتحرير المريض من إكراهات إجراء عمليات تصفية الدم ومن الاستمرار في تناول أدوية مرفوقة بمراقبة طبية.