أنهى فريق طبي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، معاناة مريضين مع القصور الكلوي المزمن، وأعاد لهما أمل الحياة بشكل طبيعي، كما بعث الأمل في مرضى آخرين يعانون قصورا في عمل الكلي، أجبرهم على الخضوع لجلسات مؤلمة وطويلة لتصفية الدم "الدياليز". وتمكن الفريق الطبي المذكور، بمساعدة فريق آخر من مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، من إجراء أول عملية لزرع الكلي بمستشفى ابن طفيل، يوم 9 دجنبر الجاري، لمريض يعاني قصورا كلويا مزمنا، بعد أن تبرعت له زوجته بإحدى كليتيها، لتليها عملية جراحية مماثلة في اليوم الموالي،أجريت لمريض آخر، تبرعت له والدته بإحدى كليتيها. واستغرقت العمليتان، اللتان أشرف عليهما الطاقم الطبي المذكور، خمس ساعات لكل واحدة، وكللتا بالنجاح، بفضل دعم وزارة الصحة ومساهمة الطاقم الطبي لجراحة المسالك البولية والكلي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. وتطلب تحقيق هذا الإنجاز الطبي غير المسبوق في جنوب المغرب، إعدادا استغرق سنتين، أجرت خلالهما لجنة زرع الأعضاء والأنسجة بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، المسطرة القانونية مع الجهات القضائية، ممثلة في الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، ورئيس المحكمة الابتدائية بمراكش، إضافة إلى مضاعفة الجهود لصقل وتطوير خبرة الطاقم الطبي، الذي أشرف على العمليتين، والتدرب على استعمال تقنيات نقل وزرع الأعضاء، والتنسيق بين مختلف الفرق الطبية، في مصالح أمراض الكلي، والمسالك البولية، والمختبر، والأشعة، والتخدير والإنعاش. وقال الدكتور حليم السعيدي، مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، إن المريضين يتمتعان بصحة جيدة، ويخضعان لمراقبة طبية دقيقة بقاعة معقمة، لتتبع حالتهما الصحية. وأضاف السعيدي، في لقاء ب "المغربية"، أن نجاح العمليتين سيفتح آفاقا وآمالا جديدة بالنسبة لأشخاص آخرين مصابين بالقصور الكلوي المزمن، خاصة أن عدد المصابين بهذا المرض المزمن، يعرف تزايدا بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وعلى مستوى جنوب المغرب. وأوضح مدير المركز أن هذا الإنجاز الطبي يعد انتصارا على مرض القصور الكلوي المزمن، لأن الأمر يتعلق بتحرير المريض من إكراهات إجراء عمليات تصفية الدم، والاستمرار في تناول أدوية مرفوقة بمراقبة طبية، مشيرا إلى أن عملية التتبع والمراقبة تظل ضرورية مرة كل 15 يوما في مرحلة أولية. وكان مستشفى ابن طفيل، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، شهد إجراء حوالي 45 عملية زرع لقرنية العين، كللت كلها بالنجاح. وتدخل هذه العمليات في إطار سياسة المركز الجامعي في زراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.