أشاد المسؤولون السياسيون والدينيون في العالم، أول أمس الاثنين، بالبابا بنديكتوس السادس عشر، مؤكدين أحيانا أنهم فوجئوا، لكنهم عبروا خصوصا عن "احترامهم" قراره الاستقالة بسبب تقدمه في العمر. البابا بنديكتوس السادس عشر كانت المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، من أوائل القادة الذين عبروا عن "احترامهم الكبير" للبابا الألماني الأصل. وقالت ميركل في ندوة صحافية عقدتها في برلين "إذا كان البابا نفسه، بعد تفكير عميق، توصل إلى خلاصة مفادها أن قواه لم تعد كافية لممارسة مهامه، فله عندئذ احترامي الكبير". وأضافت "عندما انتخب البابا قبل ثماني سنوات، كنا فخورين بمواطننا في ألمانيا، وهو الأول، منذ قرن يصل إلى السدة البابوية". ولد بنديكتوس السادس عشر واسمه يوزف راتسينغر في 1927، في بافاريا (جنوبألمانيا). وأشارت المستشارة الألمانية، وهي ابنة قس بروتستانتي، إلى أن البابا "دخل قلوب الناس"، خصوصا خلال رحلاته إلى مسقط رأسه. وكانت الرحلة الأخيرة في شتنبر 2011، حيث ألقى كلمة أمام نواب البوندستاغ. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب عن "تقديره" للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي أعلن، أول أمس الاثنين، استقالته و"يصلي" من أجله. وقال أوباما في بيان إن "الكنيسة تؤدي دورا مهما في الولاياتالمتحدة والعالم، وأتمنى كل الخير لمن سيجتمعون قريبا لاختيار خلف لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر". وأضاف "ميشيل (زوجته) وأنا نود أن نعرب عن تقديرنا ونرفع صلواتنا إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر". وكان أوباما وزوجته التقيا البابا لمرة واحدة، خلال الزيارة، التي قام بها الرئيس الأمريكي للفاتيكان في يوليوز 2009. وقال شقيق البابا، المونسنيور جورج راتسينغر لوكالة فرانس برس إنه علم "منذ بضعة أشهر" بأن بنديكتوس السادس عشر ينوي الاستقالة. وأضاف أن هذا القرار "صحيح" وأنه لأمر "إيجابي عموما" أن تنتقل كرسي البابوية إلى شخص أصغر سنا. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن "ملايين البشر" سيفتقدون بنديكتوس السادس عشر "زعيما روحيا"، وأعرب له عن "أفضل تمنياته". ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قرار البابا بأنه "جدير بالاحترام الكبير"، وأضاف أن "الجمهورية تحيي البابا، الذي اتخذ هذا القرار، لكن لا شأن لها بالإدلاء بمزيد من التعليقات على ما يخص أولا الكنيسة". وتابع الرئيس الفرنسي "إنه قرار إنساني وقرار مرتبط برغبة يجب أن تحظى باحترام". ورأى الرئيس الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، أن رأس الكنيسة الكاثوليكية برهن "شجاعة استثنائية وإحساسا استثنائيا بالمسؤولية". وقالت جوليا جيلار، رئيسة الوزراء الأسترالية، إن قرار البابا "تاريخي". وأضافت "لدى انتخابه، قال يوزف راتسينغر إنه يأمل بأن يكون عاملا بسيطا في كرم الرب، ومع هذه الاستقالة، أكد كل ما يتحلى به من تواضع". وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في بيان إن "البابا بنديكتوس السادس عشر يتمتع بعمق مفكر كبير وصدق مؤمن كبير وحكمة من يأخذ تغييرات التاريخ في الاعتبار دون تغيير قيمه". وفي البرازيل، أكبر بلد كاثوليكي في العالم، قال رئيس أساقفة ريو دي جانير والمونسنيور أوراني تمبستا، "نصلي من أجل صحة البابا، كما نصلي من أجل صحة جميع المسنين والمرضى في هذا اليوم المخصص لسيدة لورد".