أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني ونظيره الإسباني، خوسي مانويل غارسيا مارغايو، أن الرباطومدريد مقتنعتان بضرورة تطوير آليات الوساطة، التي أضحت "أساسية" في حل النزاعات الثنائية والإقليمية. وأوضح العثماني، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإسباني، بمناسبة انعقاد الندوة الأولى حول الوساطة في حوض المتوسط (11 و12 فبراير)، أنه في ظرفية تتميز بتزايد بؤر التوتر والصراعات بعدد من بلدان حوض المتوسط وأمام التحديات الهائلة التي تواجه المنطقة كالإرهاب في منطقة الساحل٬ والاتجار في المخدرات والأسلحة٬ أضحت الوساطة ضرورة حتمية لتفادي هذه النزاعات وفضها. وأضاف أن لقاء مدريد٬ الذي يأتي بعد أربعة أشهر من الانطلاقة الرسمية للمبادرة المشتركة المغربية الإسبانية بنيويورك٬ يهدف إلى تحسيس فعاليات المجتمع المدني ومختلف المتدخلين بأهمية آلية الوساطة في عالم مهتز بسبب التوترات والاضطرابات الداخلية٬ مشيرا إلى أن المخططات والآليات التقليدية لم تعد تستجيب للإكراهات التي تطرحها التحديات الأمنية٬ وباتت تشكل حجر عثرة في وجه حل هذه المشاكل٬ داعيا إلى وضع آليات جديدة لتحقيق هذه المبادرة المهمة. وأشار٬ في هذا الصدد٬ إلى أن المغرب لديه خبرات في مجال الوساطة إن على المستوى الوطني أو الدولي٬ الأمر الذي يجعل المملكة "نموذجا لبلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط"٬ داعيا٬ بهذه المناسبة٬ إلى إنشاء مركز للبحث والتكوين٬ يخصص لتعزيز الوساطة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتثمينها. وحسب العثماني٬ فإن من شأن إقامة هذه البنية المؤسساتية أن يمكن من تحقيق ثلاثة أمور وهي توحيد جهود مختلف المتدخلين٬ وتطوير الأدوات والوسائل المناسبة للمنطقة والمتوافق بشأنها لتخفيف حدة النزاعات والخلافات٬ ثم البدء بمحاولة حل تلك النزاعات جهويا. من جهته٬ أوضح وزير الشؤون الخارجية الإسباني أن هذه الندوة٬ التي تعرف مشاركة باحثين ومحللين ومنظمات غير حكومية ومؤسسات التفكير والرأي ومسؤولين سياسيين من 26 بلدا٬ تشكل "استمرارية" للمبادرة المشتركة للوساطة في حوض البحر الأبيض المتوسط٬ التي أطلقت في شتنبر الماضي بنيويورك٬ على هامش أشغال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة٬ مشددا على أنها تنبع من قناعة البلدين الجارين بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن المبادرة المغربية الإسبانية تروم٬ أيضا٬ ترسيخ وضمان التعايش بين الشعوب وإرساء أسس الاستقرار والتنمية الاقتصادية المستدامة في منطقة حوض المتوسط٬ مبرزا أهمية تطوير القدرات الوطنية للوساطة والتنسيق والتآزر بين مختلف المتدخلين في هذا المجال٬ و"ضرورة" استقرار البلدان على أساس "العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان في إطار دستوري قانوني". وستناقش ندوة مدريد٬ التي تميزت جلستها الافتتاحية بحضور ممثلي عدد من المنظمات الإقليمية والدولية٬ كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي٬ عددا من المواضيع٬ منها على الخصوص٬ قدرات الوساطات المؤسساتية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط٬ ودور المنظمات الدولية والإقليمية في هذا المجال٬ وتعزيز مشاركة المرأة في عملية الوساطة. كما يناقش المشاركون في هذه التظاهرة٬ التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية ومركز توليدو الدولي للسلام٬ التنسيق بين الفاعلين الوطنيين والمحليين في مجال الوساطة٬ وسبل إحداث شبكة وسطاء من أجل تعزيز السلام بالمنطقة٬ ثم الآليات القمينة بإقامة سلام دائم في حوض المتوسط. وينتظر أن تعقد الدورة الثانية من هذه الندوة بالرباط في بحر السنة الجارية لتحديد الإجراءات الملموسة الرامية إلى إبراز أهمية آلية الوساطة في حل النزاعات سلميا داخل الفضاء المتوسطي. مارغايو: المغرب بلد "مهم جدا" في جنوب البحر الأبيض المتوسط مدريد (و م ع) - قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو٬ أول أمس الاثنين بمدريد٬ إن المغرب بلد "مهم جدا" في منطقة جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط. وأبرز رئيس الدبلوماسية الإسبانية٬ في تصريح للصحافة على هامش الندوة المنعقدة، أول أمس الاثنين وأمس الثلاثاء، بالعاصمة الإسبانية، حول الوساطة في البحر الأبيض المتوسط٬ المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة في جنوب المتوسط٬ مشيدا ب"العلاقات الجيدة"، التي تجمع الرباطومدريد. وأضاف أن البلدين٬ اللذين لهما "تقاليد ثقافية مشتركة"٬ استغلا هذه "العلاقات" لإطلاق مبادرة مشتركة حول الوساطة في حوض البحر الأبيض المتوسط٬ في شتنبر الماضي، بنيويورك، على هامش أشغال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد الوزير الإسباني٬ بهذه المناسبة٬ أهمية آلية الوساطة التي "أضحت٬ أكثر من أي وقت مضى٬ ضرورية لتسوية النزاعات المفتوحة أو تلك التي قد تندلع بين الدول". يشار إلى أن مارغايو ترأس قبل ذلك بمعية وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، الجلسة الافتتاحية للندوة الأولى حول الوساطة في حوض البحر الأبيض المتوسط٬ التي حضرها مسؤولون وخبراء وباحثون من 26 بلدا.