بمبادرة من الممثل الشاب نورالدين الطويل، نظمت جمعية "نور" للإنتاج الفني بالصويرة، أخيرا، لقاء حميميا مفتوحا في إطار ورشة فن الممثل والمسرح، مع الممثلة نفيسة الدكالي. من أجواء اللقاء (ت:طيفور) استعرضت خلاله، الممثلة المغربية، مسارها الفني المتميز الذي بصمته بمجموعة من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية الوطنية والأجنبية، تركت انطباعات جيدة لدى المشاهد المغربي والمتتبعين والمهتمين بفن التمثيل بصفة عامة. اتسم اللقاء المفتوح، الذي احتضنته قاعة العروض بدار الشباب المدينة بحضور ممثلات وممثلين شباب من مدينة الصويرة وثلة من الفاعلين في عالم الثقافة والفن، بروح الحوار البناء، الذي يروم كسب المعارف وصقل المواهب والوقوف على التجارب المهنية والحياتية للممثلة نفيسة الدكالي. وأكدت الممثلة نفيسة الدكالي، ولبت بصدر رحب دعوة جمعية نور للإنتاج الفني للقاء بالفعاليات المحلية رغم مرضها، أنها مقبلة خلال أيام قليلة على إجراء عملية جراحية في القلب، ونتساءل كما تساءلنا مرارا، لماذا يترك الفنان المغربي يواجه مصيره وحده؟ أين هو التضامن والتآزر بين الفنانين؟ أين هي النقابات والجمعيات والائتلافات الفنية؟ وأبرزت نفيسة أن ميدان التمثيل بصفة عامة يتطلب من مقتحميه التحلي بالموهبة الحقة والرغبة في تكوين الذات، من خلال البحث والتنقيب وسبر أغواره بجدية وتفان، مشيرة إلى أن التواضع والإصغاء الجيد للمخرجين والنقاد صفتان متلازمتان لا ينبغي التفريط فيهما. وأوضحت أن المغرب يزخر بطاقات ومواهب في شتى المجالات، لا تحتاج إلا لقليل من الاهتمام و الرعاية حتى تشمر على سواعدها للرقي بمنتوجنا المسرحي والسينمائي، مستطردة أن المرأة المغربية حققت في العهد الجديد نجاحات كثيرة في ميادين متعددة ومتنوعة من ضمنها ميدان التمثيل، والأسماء في هذا المجال كثيرة وتحظى بالتنويه والاحترام، ليس فقط على المستوى الوطني وإنما كذلك على المستوى العربي وكذا الدولي. وأشارت نفيسة في معرض حديثها عن مسيرتها الفنية، أنها طيلة مسارها كانت تتعامل مع الجميع بجدية واحترام وصدق، وهي الصفات التي فتحت أمامها أبواب التمثيل بشكل واسع، محذرة الممثلات والممثلين الشباب من الكسل والتواكل والعنجهية لأنها سبب كل بلاء، مطالبة إياهم بالتحلي بالخصال الحميدة ومكارم الأخلاق ليحققوا ما يصبون إليه من رقي وتقدم. واختتم اللقاء الذي دام زهاء ساعتين، بتقديم باقة ورد عربون محبة واعتزاز بممثلة أدت ومازالت رسالتها الفنية بكل تفان، كما قدمت لها شهادة تقدير تنويها بمسارها الفني الغني بعديد من الأعمال الجادة والهادفة. والممثلة نفيسة الدكالي من مواليد مدينة سلا سنة َ1955 ، كانت بدايتها مع عالم الغناء رفقة الراحل عبدالقادر الراشدي، الذي اكتشف موهبتها الغنائية وقدم لها النصح والإرشاد وشجعها على العطاء والتألق، لكنها سرعان ما تخلت عن الغناء، لتلج عالم المسرح مع الطيب الصديقي. الانطلاقة الأولى كانت خجولة ومع توالي مشاركاتها في الإنتاجات الوطنية والأجنبية التي تم تصويرها في المغرب، احتكت بألمع المخرجين والممثلين والمنتجين، لتسجل حضورا قويا على مستوى الخشبة والسينما والتلفزيون.