شكل حفل تكريمي رمضاني نظم مساء أمس الأحد بالدارالبيضاء على شرف عميد الأغنية المغربية الموسيقار عبد الوهاب الدكالي , مناسبة لفتح كتاب حياته وإبراز مواهبه المتعددة, وقيمة عطاءاته الفنية المتنوعة لمدة تزيد عن خمسين سنة . عميد الأغنية المغربية الموسيقار عبد الوهاب الدكالي وتم خلال هذا الحفل الذي حضره خالد الناصري, وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة, ومسؤولون ومنتخبون , ونخبة من الكتاب والفنانين وأصدقاء المحتفى به ,استحضار العديد من المحطات الفنية في حياة صاحب رائعة ( مرسول الحب), الذي وصفته شهادات قدمت بالمناسبة, بأنه "هرم ونجم ثاقب تلتف حوله النجوم" , و"مبدع شامل" , و"ممثل بارع" , و"فنان ظاهرة" , و""""قدوة في إدارة وتدبير نجوميته" . وخلال هذا الحفل الذي نظم في إطار رمضانيات البيضاء الثقافية , والذي كرس لإبراز مسار حياة صاحب رائعة ( حبيب الجماهير ),وتقليب صفحات كتاب مسيرته الفنية المرصعة بالدرر , كشف المحتفى به عن جوانب عديدة من تكوينه الفني والموسيقي, وعشقه الكبير للقراءة والكتابة والمواظبة على العطاء الفني والموسيقي , فضلا عن اهتمامه بالكتابة لتدوين سيرته الذاتية , مؤكدا أنه لا زال قادرا على العطاء. وفي هذا الصدد, أكد خالد الناصري, وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة, في كلمة مقتضبة بالمناسبة, أن عبد الوهاب الدكالي يمثل رمزا شامخا للعطاء منذ أكثر من نصف قرن, مشيرا إلى أنه عرف خلال هذا المشوار الفني كيف ينتقي الكلمة الأنيقة ويلبسها اللحن الجميل . وأشار إلى أن الموسيقار عبد الوهاب الدكالي الذي أطرب المغاربة وغيرهم خلال مشوار فني رائع , لا يزال مطوقا برسالة الاستمرار . ومن جهتها ,أبرزت ثريا جبران, الفنانة ووزير الثقافة السابقة , أنه لا يمكن الحديث عن تاريخ الأغنية المغربية ومساراتها دون الحديث عن الموسيقار عبد الوهاب الدكالي الذي عمل على إكساب هذه الأغنية أصالتها مع الانخراط في أفق العالمية . وأضافت أن الدكالي , الذي تميز بصدقه الفني, وقدرته على التجديد, وعلى أداء القصيدة الحديثة والزجل الراقي والشعر الصوفي , يتجدد مع كل أغنية يبدعها . وأكد الشاعر والباحث حسن نجمي , أن تجربة الدكالي مكون حيوي في النسيج الثقافي الوطني, مضيفا أن هذا الفنان يعتبر أحد الذين أثروا الوجدان المغربي . وأشار إلى أن صاحب رائعة ( ما أنا إلا بشر) غنى لكبار الشعراء, منهم أبو القاسم الشابي, وحسن المفتي, وعبد الرحمان العلمي, وأحمد الطيب العلج وغيرهم . وفي السياق ذاته قال الفنان محمد الدرهم , إن تجربة الدكالي , التي واكبتها ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية , تعتبر فريدة بالنظر لقيمة صاحبها الذي يعد هرما شامخا ونجما ثاقبا متعدد المواهب . وتوقفت باقي الشهادات , التي قدمها فنانون ومجموعة من أصدقائه, عند بعض المحطات من حياته ومساره الفني في مجالات التلحين والأداء والتمثيل والرسم , حيث أجمعت كلها على وصفه بأنه متعدد المواهب اجتمع فيه ما تفرق في غيره . وتمت الإشارة أيضا إلى أن المواضيع التي انتقاها الدكالي لأغانيه ذات بعد إنساني واجتماعي وفلسفي وفكري ووطني . وكانت أقوى اللحظات في هذا الحفل, إمتاع الدكالي للحضور بروائع من ريبيرطواره ذكرت الحضور بالأزمنة الذهبية للأغنية المغربية . كما أدى فنانون آخرون أغاني أخرى من روائعه كعربون محبة وعشق للدكالي , الذي سافر بالأغنية المغربية كما قال أحد هؤلاء الفنانين - إلى مناطق عدة بالعالم العربي وباقي مناطق العالم ولم تحد من إشعاعه الدارجة المغربية . وقد قدمت بمناسبة هذا الحفل التكريمي الذي أطلق عليه المنظمون ( تجربة مبدع ) , مجموعة من الهدايا للمحتفى به . وتجدر الإشارة إلى أن عبد الوهاب الدكالي , الذي خاض تجربة فنية رائدة بمصر وواصلها بوطنه المغرب , يملك رصيد فنيا كبيرا ومتنوعا, ومن ذلك مشاركته في التمثيل بمجموعة من الأفلام السينمائية وخوضه لتجربة الفن التشكيلي , والكتابة . أما رصيده الغنائي فقد حدد في أزيد من400 أغنية منها ( سوق البشرية ), و ( يا الغادي بالطوموبيل ) , ( بيا ولا بيك ألهوى ) , و( لهلا إزيد أكثر ) , و( الرشوة ) , ( كان يا ما كان ), و( أنا والغربة ) , ( الثلث الخالي ) , و( العيون الخضر ) ,( النظرة فتناها ), و( هذه يدي ممدودة ) , و( لا تتركيني ) , ( أجي نتسالمو ) , و( كتعجبني) . وينظم رمضانيات البيضاء الثقافية كل من الائتلاف المغربي للثقافة والفنون والمقاطعة الحضرية لسيدي بليوط, بشراكة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء ,وبدعم من وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس .