تحت صورة للراحلين جلالة الملك الحسن الثاني والفنان محمد عبد الوهاب بالأبيض والأسود، وتحت شعار« 2010عام مصر بالمغرب»، وقف الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي مساء يوم أول أمس الثلاثاء، يتحدث عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لرحيله (3ماي 1991 ). فعلى خشبة المسرح الصغير للمركز الثقافي المصري بالرباط، عاد عبد الوهاب الدكالي بالحاضرين إلى ستينيات القرن الماضي، وإلى أولى اللقاءات التي جمعته بالراحل محمد عبد الوهاب هناك في القاهرة حيث أقام الدكالي فترة دامت عدة سنوات من أجل الفن والموسيقى. قال الدكالي إنه واحد ممن عشق فن هذا الرجل وممن حفظ أغانيه عن ظهر قلب أيام كان طفلا يترعرع بفاس، وكان أمله الدائم أن يلتقيه في يوم من الأيام. لكن عبد الوهاب المغربي سيكتشف أنه هو الآخر كان موضوع «مذكرة بحث» من طرف عبد الوهاب المصري.. حدث اللقاء واكتشف العاشق المغربي الأستاذ المصري، وتوطدت الصداقة الفنية والإنسانية حتى أصبحت كتابا صعب على الدكالي أن يقرأ كل صفحاته أمام الحاضرين خلال الأمسية الفنية.. فقط بعض الأحداث والوقائع التي اختار الدكالي التوقف عندها وحكاها كما لو أنها وقعت بالأمس القريب، مما يؤكد أن الراحل عبد الوهاب له مكانة قارة في ذاكرة عبد الوهاب الحي ( أطال الله عمره). قال الدكالي في بداية حديثه:« من الصعب على الإنسان أن يقول كان عبد الوهاب.. لأنه مازال بيننا وأعماله تشهد على ذلك، كما أن ما تركه من فن على امتداد الوطن العربي يشهد على عبقرية هذا الرجل.. لقد أبكى الملايين بأغانيه وأفلامه.. لقد كان عبد الوهاب محبا للفن والموسيقى...». اللحظة الثانية التي ميزت حضور عبد الوهاب الدكالي هذا اللقاء، عندما أخذ عوده ليغني من ريبرتوار الراحل عبد الوهاب وخاصة أغنية «من غير ليه». قبل أن يعود بالجميع إلى أغنية «مولد القمر» المغربية كلمة ولحنا وأداء. في أقل من ساعة، استطاع عبد الوهاب الدكالي أن يعطي لحفل التكريم قيمة ورمزية فنيتين.. وكانت الهدية وردة بيضاء دليلا على صفاء المحبة وأريجها، وشهادتي تكريم تسلمهما من يدي السفير المصري وسفير سلطنة عمان اللذين حضرا. وتحت التصفيق والزغاريد، غادر الدكالي المركز الثقافي المصري، تاركا الحاضرين يستمتعون ببقية برنامج الحفل الفني ومع بعض الأصوات الغنائية وخاصة الفنان محمد علي والبشير عبده ومحمد العنبري...لحظة محمد علي كانت هي الأخرى استثنائية، أظهر خلالها هذا الفنان موهبة العزف على العود والغناء، حيث جعل العشرات من الحاضرين كورالا يردد معه، في السر والعلن، أغاني الراحل محمد عبد الوهاب الذي سيظل كما قيل في حقه «لؤلؤة الموسيقى، وكروان الفن وموسيقار الأجيال». الموسيقار العربي من مواليد 13 مارس 1902بحي باب الشعرية بالقاهرة. بدأ حياته الفنية مطربا بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917 ثم درس العزف على آلة العود بمعهد الموسيقى العربية بداية سنة 1920، ودخل الإذاعة في ثلاثينيات القرن الماضي، قبل أن يصبح اسمه حاضرا في كل استوديوهات مصر ومسارحها وشاشاتها الصغيرة والكبيرة. واستطاع أن يوطد أواصر الصداقة مع رموز الشعرالعربي وخاصة أمير الشعراء أحمد شوقي الذي غنى من أشعاره الشيء الكثير. وعندما جلس عبد الوهاب على كرسي مملكة التلحين، لجأ إليه كل رواد الأغنية العربية نساء ورجالا داخل مصر وخارجها من بينهم نذكر على سبيل المثال لا الحصر: أم كلثوم، ليلى مراد، عبد الحليم ، فيروز، طلال مداح، اسمهان، وردة الجزائرية، فايزة أحمد... إلخ. للإشارة فقط فإن هذه الأمسية الفنية نظمها المركز الثقافي المصري وجمعية «إبداع بلادي» التي تأسست حديثا، والسفارة المصرية بالرباط، وذلك في إطار مناسبة «2010 عام مصر في المغرب».