بعد أربع جلسات محاكمة، أدانت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الزجرية بالدارالبيضاء، مساء الأربعاء الماضي، المتهمين الخمسة في ملف "بوعسرية"، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بسيدي قاسم قبل تجميد عضويته، بما مجموعه 24 سنة حبسا، إذ تراوحت الأحكام بين 4 و6 سنوات سجنا نافذا. وأدانت الغرفة، بعد خمس ساعات من المحاكمة، المتهم الرئيسي في هذا الملف، بنعيسى بوعسرية، بست سنوات سجنا نافذا وغرامة 20 ألف درهم، وأدانت ابن خاله، عبد الإله ملوية، وعبد القادر بلعيشي بخمس سنوات سجنا نافذا، وغرامة 20 ألف درهم لكل واحد، فيما أدانت محمد الشنوقي وهشام الهياط، وهما اثنان من بين ثلاثة ضبطوا متلبسين بتهريب كبسولات مخدرات في مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، تحتوي على 4350 غراما من المخدرات، بأربع سنوات حبسا نافذا، وغرامة 10 آلاف درهم، بعد مؤاخذتهم بالتهم المنسوبة إليهم، والمتعلقة بالتهريب الدولي للمخدرات والمشاركة. وخلال جلسة النطق بالأحكام، قررت هيئة الحكم أن القضية جاهزة للمناقشة، واستمعت إلى تصريحات المتهمين، الذين أكدوا ما جاء في تصريحاتهم أمام الضابطة القضائية، إذ اعترفوا بأنهم يعملون على تهريب المخدرات داخل أمعائهم، بزعامة المتهم الرئيسي بوعسرية، الذي أكدت تحريات الشرطة أنه نفذ أزيد من 120 عملية ذهاب وإياب إلى أوروبا في ظرف سنتين. ونفى بوعسرية أمام هيئة الحكم التهم الموجهة إليه، مضيفا أنه يعمل فلاحا في إسبانيا، وأن صداقة كانت تربطه بالمدعو نور الدين جعلته يمد الأخير ببعض الملابس لإعادة بيعها، كما كان يمنحه بين الفينة والأخرى مفتاح شقته بحي الصياد في القنيطرة، التي تعود ملكيتها لشقيقة ابن خاله ملوية، لكنه لم يكن يعلم أن الشقة كانت تستخدم في عمليات مشبوهة، من قبيل تعليب المخدرات في كبسولات وإعدادها للتهريب في الأمعاء. من جانبه، أقر أحد الموقوفين بالمطار أنه نفذ خمس عمليات تهريب في الأمعاء إلى الخارج، إذ زوده مرتين شخص يدعى عبد الهادي بالمخدرات، وزوده ثلاث مرات أخرى المتهم الرئيسي بوعسرية، كما فسر المتهم لهيئة الحكم عملية إعداد المخدرات للتهريب في شكل كبسولات، مشيرا إلى أنه، بمعية باقي المتهمين، كانوا يبتلعون كبسولات المخدرات، التي تحتوي كل واحدة منها على 10 غرامات من مخدر الشيرا، قائلا إنه كان، يوم اعتقاله، ابتلع ما يناهز 130 كبسولة، أي ما مجموعه كيلوغرام من المخدرات. وأوضح المتهم أنهم، بعد وصولهم إلى فرنسا، كان يستقبلهم المدعو يوسف مومني (المزود الرئيسي)، المقيم بباريس، وصديق بوعسرية، إذ يعمل يوسف على أخذ المخدرات بعد إخراجها كبراز، ويمد كل واحد منهم بمبلغ 10 أورو، أي ما يعادل 100 درهم للكبسولة الواحدة، مشيرا إلى أن صديق بوعسرية كان يتكلف بحجز تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا (من وإلى باريس)، بعدما يمده بوعسرية بالمعلومات عن هوياتهم، وبمبلغ 15 أورو دون مصاريف السفر. واعترف متهم آخر، وهو مهاجر بإسبانيا، أنه كان يتردد رفقة باقي المتابعين على منزل بوعسرية بالقنيطرة، حيث كانوا يتزودون بالكبسولات، وأنه تجرع 148 كبسولة مخدر، المعروفة باسم "البلوطة"، في 4 ساعات. متهم ثالث، عامل أيضا بالضيعات الاسبانية، كاد يبكي أمام هيئة الحكم، وهو يعبر عن ندمه ويقر أنها المرة الأولى التي ينفذ فيها عملية تهريب للمخدرات، وأن الأزمة الاقتصادية بأوروبا ووقوعه في البطالة أرغمته على هذا النشاط الإجرامي للحصول على المال وتغطية مصاريف أسرته، باقتراح من صديقه بوعسرية، الذي أكد له حصوله على مال كثير من شريكه عبد الهادي. وطالب ممثل النيابة العامة بإنزال العقوبة القصوى على جميع المتهمين، وإدانتهم وفق فصول المتابعة، أما الدفاع، فطالب ببراءتهم، والتمس التخفيف في حالة الإدانة.