إطلالاتها قليلة لكن يطبعها التميز، عاشقة للفن بجنون، حبها الكبير للكاميرا جعلها تقف تارة أمامها وتارة خلفها، إنها الفنانة المحبوبة بشرى إيجورك، التي تجمع في تجربتها الفنية بين المسرح والتلفزيون والسينما. عشق بشرى للفن لم يقف عند هذا الحد، فهي تعشق القلم أيضا، إذ تترك العنان لأفكارها في كتاباتها، لتقدم للقارئ لوحة إبداعية جميلة. في حوار مع "المغربية"، كشفت صاحبة "البرتقالة المرة" أنها توجد حاليا في مدينة أسا، للمشاركة في فعاليات المهرجان الوطني لسينما الطفولة والشباب بالصحراء. على مستوى الإخراج، أوضحت أنه جرى أخيرا، عرض فيلمها الوثائقي "قرى بدون رجال" على قناة الجزيرة الوثائقية. كما عبرت عن سعادتها في المشاركة في مسلسل "دموع الرجال"، الذي قامت بإدارة خلية كتابته. وأبرزت أنه كان لهذا العمل الإبداعي السبق في طرح موضوع الحلم الخليجي عند الفتيات المغربيات. وعن دورها في المسلسل، أكدت إيجورك أنها قامت بأداء دور نوال، الذي لاقى اهتماما واستحسانا كبيرين كما لاقى المسلسل متابعة كبيرة، نظرا لبعده الاجتماعي وتطرقه لمواضيع تمس المشاهد المغربي. قدم لك، أخيرا، الفيلم الوثائقي "قرى بدون رجال" على قناة الجزيرة الوثائقية، ما هو الجديد الذي تناولته في الفيلم؟ فيلم "قرى بدون رجال" احتفاء بالمرأة الأطلسية، ومن خلالها بكل نساء الوطن الكادحات الشريفات المنسيات، نساء القرى والجبال والمغرب العميق اللواتي يناضلن كل لحظة ضد الفقر والحاجة وقسوة الجغرافيا، والزمن. هو فيلم عن قرى كثيرة يهاجر رجالها نحو المدن بحثا عن لقمة العيش وتظل زوجاتهم وصغارهم وأمهاتهم وحيدات ينتظرن عودتهم على هامش الحياة والوطن. الفيلم صورته بقرية وادي أم الربيع وبدوار تيقليت غير بعيد عن مريرت بالأطلس المتوسط. ما هي الأصداء التي تركها الفيلم؟ الفيلم ترك أصداء جيدة بعد عرضه المتكرر وفي أوقات الذروة بالجزيرة الوثائقية، التي أنتجته، والتي تعنى بالفيلم الوثائقي خاصة الإبداعي والتاريخي. ولاقى الفيلم إعجابا وتنويها كبيرين لجانبه الإنساني ولخصوصيته وتعبيره الصادق عن محنة نساء الأطلس دون مبالغة ولا تزييف ولا فلكلور..إذ حتى أحيدوس أقدمه وبكل فخر في الفيلم على أنه "الفن الرسمي للأطلس المتوسط المغربي" كما جاء في تعليقي المصاحب للفيلم. أكيد أن "قرى بدون رجال" ليس الفيلم الوثائقي الوحيد الذي أخرجته، ماذا عن الأفلام الوثائقية الأخرى؟ فيلم "قرى بدون رجال" هو رابع فيلم لي، إنتاج الجزيرة الوثائقية بعد "الثوار الجدد" و"الوجه الزرق: شفشاون" و"الحي المنسي: الحي المحمدي"، ولدي فيلم آخر "فارس الركح: عبد الحق الزروالي إنتاج الجزيرة الإخبارية وحاليا أشتغل على موضوع المدونين المغاربة من خلال عملي الجديد "أقلام مزعجة". ما موضوع هذا العمل؟ "أقلام مزعجة" يتحدث عن تجربة التدوين في المغرب وعن تطور الحس التدويني والطفرة النوعية التي يعرفها في بلدنا، وكذلك تعدد المدونين، واهتماماتهم واختياراتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية. على مستوى التلفزيون، كيف تقيمين تجربتك في "دموع الرجال"، وهل من جزء ثاني؟ قمت بإدارة خلية كتابة مسلسل "دموع الرجال"، وكان لهذا العمل الإبداعي السبق في طرح موضوع الحلم الخليجي عند الفتيات المغربيات، وقمت بأداء دور نوال، الذي لاقى اهتماما واستحسانا كبيرين، كما لاقى المسلسل متابعة كبيرة، نظرا لبعده الاجتماعي وتطرقه لمواضيع تمس المشاهد المغربي. هل أزعجك الجدل الذي أثاره دورك في "دموع الرجال"؟ بالعكس لقد خلق أدائي لدور شخصية "نوال" جدلا ونقاشا كبيرين، وتعاطف المشاهد المغربي مع "نوال" وأسرتها لأن هذه الشخصية موجودة في بيوت العديد من الأسر ونصادفها في كل مكان، والعمل الذي لا يربك ولا يثير نقاشا وأسئلة لا فائدة منه. الدراما يجب أن تتحدث عن قضايا الوطن الكبرى وأن تساير هموم ومشاكل وأحلام وآمال المشاهد المغربي باحترام وفنية وذكاء. منذ مدة لم نرك على خشبة المسرح، رغم أنك خريجة المعهد العالي للفن الدرامي؟ لقد هجرت المسرح لظروفه السيئة واخترت أن أعبر من خلال فنون أخرى لكنني عدت، أخيرا، لأب الفنون، من خلال مسرحية جديدة قدمنا عرضها ما قبل الأول في مهرجان "أفينيون" الأخير بفرنسا، وهو عمل فرنسي مغربي يضم ممثلين فرنسيين ومغاربة وسنكمل التداريب قريبا للتحضير لجولة مرتقبة، مسرحية "ما يشبه العائلة" إخراج مسعود بوحسين وتشخيص أناس العاقل، وأنا، إلى جانب ممثلين فرنسيين. ما هو جديدك الفني؟ سأسافر إلى مدينة "أسا" جنوب المغرب للمشاركة في فعاليات المهرجان الوطني لسينما الطفولة والشباب بالصحراء، تزامنا مع الموسم الديني، والتجاري والسياحي لزاوية آسا، الذي يصادف ذكرى المولد النبوي الشريف. مشاركتي دعم للمنطقة الجنوبية واهتمام دائم لا مشروط بالمغرب البعيد عن المركز، هناك حيث قيم المغاربة وأصولهم، وهويتهم، وحيث مازال للحياة معنى.