قدمت الأوركسترا السيمفونية الملكية المغربية، بقيادة الفنان الروسي البارز أوليغ ريشيتكين على مدى 4 أيام، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، باليه "الجمال النائم" للموسيقار الروسي تشايكوفسكي، الذي يعد من رواد الموسيقى العالمية. يندرج الحفل الفني، الذي حقق إقبالا جماهيريا كبيرا، في إطار البرنامج الثقافي لمسرح محمد الخامس، والأنشطة الفنية للأوركسترا السيمفونية الملكية التي تسعى، منذ تأسيسها سنة 1997، إلى ترسيخ الموسيقى الكلاسيكية في المغرب، وتعريف الجمهور بما يختزنه ريبيرتوار الموسيقى العالمية. يتناول باليه "الجمال النائم"، الذي ألفه الموسيقار الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي، قصة أميرة جميلة أصابتها لعنة جنية شريرة، حكمت عليها بالنوم 100 عام، قبل أن تستيقظ على وقع قبلة من أمير وسيم. يتكون هذا الباليه، الذي عرض للمرة الأولى على مسرح "مارنسكي" في سانت بطرسبرغ عام 1890، من مقدمة وثلاثة فصول، وهو أحسن مؤلف وضعه تشايكوفسكي في فن الباليه. تدور قصة "الجمال النائم" حول ملك وملكة يعيشان في قصر فخم حياة سعيدة، وفي أحد الأيام تمنت الملكة أن ترزق بطفلة جميلة، وبعد سنوات تحققت أمنيتها، فأقام لها حفلة كبيرة دعا إليها سبع جنيات. وعندما شاهدت الجنيات الطفلة تمنت كل واحدة منهن أمنية للأميرة الصغيرة فتمنت الجنية الأولى للأميرة، أن تكون أجمل فتاة في العالم أما الثانية أن تملك عقل ملاك، والثالثة أن تكون رشيقة والرابعة أن تكون راقصة والخامسة أن تغني بصوت جميل والسادسة أن تعزف على كل الآلات الموسيقية، وعندما بدأت الجنية السابعة تتمنى أمنية للأميرة الصغيرة دخلت جنية عجوز القاعة، وهي في حالة غضب شديد لأن الملك والملكة نسيا أن يدعواها إلى الحفلة، وتمنت موت الأميرة من جراء وخزة بأصبعها من آلة الغزل عندما يصل عمرها إلى السادسة عشر، ثم اختفت العجوز الشريرة بعد أن تركت الجميع يبكون ويتألمون. وفي اللحظة نفسها دخلت جنية طيبة وخففت من روع الملك والملكة وقالت لهما "ابنتكما لن تموت، بل ستنام مدة طويلة..وأنا لا أملك قوة كافية لإبطال مفعول السحر، الذي صنعته الجنية الشريرة، فالأميرة فعلا ستخز أصبعها بآلة الغزل، ولكنها لن تموت بل ستبقى نائمة مدة طويلة حتى يوقظها أمير شاب". أصدر الملك قرارا لكي يحمي ابنته من الأذى بتسليم جميع دواليب الغزل إلى القصر، فتم جمع كل المغازل فاحرقها الملك ولم يبق في المملكة أي آلة غزل، ولكن بعد مرور خمسة عشر عاما كبرت الأميرة أصبحت أجمل فتاة في المملكة، كما تمنت لها الجنية الطيبة وعندما جاء ميلادها السادس عشر ذهبت الأميرة لتلعب مع كلبها المدلل، وأثناء سيرها سمعت صوتا غريبا آت من أعلى البرج فتبعته حتى وصلت إلى غرفة امرأة عجوز تحمل آلة غريبة. سالت الأميرة عن تلك الآلة كحب استطلاع، فأجابتها العجوز إنها "آلة غزل وإذا أردت أن تغزلي مثلي فتعالي وجربي"، ودفع الفضول الأميرة إلى الغزل، ولكنها وخزت أصبعها وسقطت على الأرض، وكانت العجوز هي الجنية الشريرة. عندما شاهد الملك ابنته ممدة على الأرض دون حراك حزن حزنا عميقا وخشي موتها ولكن الجنية الطيبة طمأنته وقالت له "لا تحزن أيها الملك إن الأميرة لم تمت، بل ستنام لمدة مائة عام وسأجعلكم تنامون معها في المكان ذاته حتى لا تخاف الأميرة عندما تستيقظ، فقامت الجنية الطيبة بتحريك عصاها السحرية فنام جميع من في القصر نوما طويلا". أصبحت الحياة في القصر موحشة، وانتشرت إشاعات وأقاويل بين الناس تفيد بوجود تنين متوحش داخل القصر الصامت. بعد مرور مائة عام، كان أمير يتجول في المدينة وشاهد رجلا عجوزا فسأله عن أخبار القصر والإشاعات التي سمعها من الناس فأجابه العجوز"منذ 50 عاما أخبرني والدي أنه سمع من جده أن هناك أميرة نائمة في القصر"، فاندهش الأمير بشدة وتوجه إلى القصر ليرى بنفسه ما سمعه من العجوز. وأثناء دخوله وجد صعوبة كبيرة في شق طريقه فالنباتات كانت عائقا، فكلما قطع غصنا ازداد نموه بشكل عجيب فصاح "لم أر أو اسمع من قبل بنبات كهذا، وفجأة ظهرت جنية شابة طيبة وأعطته سيفا استطاع بفضله قطع الأغصان، لكنه فوجئ بوجود تنين، فاستطاع قتله بسيفه، قبل أن يتحول إلى جنية شريرة. وعندما دخل الأمير القصر وجد جميع من في القصر نياما، وعندما وصل إلى الغرفة الخاصة بالأميرة وجدها في غاية الجمال فقبلها واستيقظت مع كل من في القصر.