استقبل المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، مساء الخميس الماضي، جثة متحللة لشخص مجهول، يحتمل أنه متسكع أو مشرد، لقي حتفه في ظروف غير إنسانية، بحيث أودعتها السلطات الصحية في مستودع الأموات في انتظار إخضاعها للتشريح الطبي، ومباشرة التحاليل المختبرية، لتحديد هوية الهالك. وحسب مصدر مطلع، فإن رائحة كريهة كانت تنبعث من بناية مهجورة، عبارة عن "فيلا"، تطل على شارع المقاومة بالجديدة، ما حدا بأحد الفضوليين إلى تقصي حقيقة الأمر، في حدود الرابعة من عصر الخميس الماضي، ليفاجأ بوجود جثة ممددة على الأرض، وسط أعشاب ونباتات طفيلية. وفور إشعارها، هرعت السلطات المحلية إلى مسرح النازلة، وباشرت الضابطة القضائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية المعاينة على جثة الهالك، التي كانت متحللة، وتحمل تشوهات في مناطق مختلفة، بفعل الجرذان. وحسب مصدر مطلع، فإن الهالك يكون لقي مصرعه، منذ حوالي يومين، ويرجح أن تكون الوفاة بفعل عدم تحمله البرد القارس، عندما كان يخلد ليلا للنوم. ويضيف المصدر ذاته، أن شوارع عاصمة دكالة، وحدائقها، وحتى مقابرها، وبعض بناياتها المهجورة، باتت ملاجئ تؤوي صيف-شتاء المشردين والمتسكعين والمنحرفين، بعيدا عن أعين السلطات المحلية والأمنية، التي تعجز عن رصدهم، ورصد تحركاتهم داخل تلك البنايات المعروفة، التي أصبحت تشكل خطرا على حياتهم، وحياة وسلامة المواطنين. وكانت العديد من تلك البنايات المهجورة مسرحا لجرائم بشعة، كما الشأن بالنسبة لبناية مهجورة قرب سوق تجاري ممتاز، و"فيلا" مهجورة بشارع ابن تومرت، قبالة الثانوية التأهيلية أبي شعيب الدكالي، وكذا عمارة في طور الإنجاز، توقفت أشغال البناء فيها، بشارع محمد الخامس، قبالة بنك المغرب (...)، وتبقى اللائحة مفتوحة لمزيد من الوفيات المشبوهة والإجرامية، إذ بات الوضع يدق ناقوس الخطر، ويحتم التدخل الاستعجالي للسلطات المحلية والأمنية، لإيجاد حل جذري وناجع لتلك البنايات المهجورة، التي تساهم في استشراء تجليات الجريمة.