قال الحسين الوردي، وزير الصحة، إن الخصاص في الأطباء مسألة عامة تشملُ جُلَّ المناطق الوطنية، بما فيها الحضرية، وإن كانت تمس بشكل أكبر المناطق النائية. وعزا ذلك إلى الخصاص الكبير في الموارد البشرية بقطاع الصحة، مشيرا إلى أن المغرب يحتاج، لِسَد هذا الخصاص، إلى حوالي 7 آلاف طبيب و9 آلاف ممرض. وأوضح الوردي، في رده على سؤال شفوي لفريق الأصالة والمعاصرة، مساء الاثنين المنصرم، بمجلس النواب حول قلة الأطباء بالمستشفيات في العالم القروي، أن هذا الخصاص يَتَسمُ بتوزيع غير عادل بين الجهات، بين الوسط القروي والحضري، ما ينعكس سلبا على مردودية مهنيي القطاع، ويتسبب في اختلالات تهم الخدمات المقدمة للمواطنين أثناء ولوجهم المؤسسات الصحية بمختلف أصنافها. وبهدف إيجاد الحلول الناجعة لهذه الإشكالية، خاصة بالمناطق القروية النائية، أضاف المسؤول الحكومي أن الوزارة شرعت في العمل على استكمال وإعداد آليات توجد قيد الإنجاز، متعلقة بدراسة حول تحليل وتخطيط الموارد البشرية، والانتهاء من إعداد الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات، وإعداد تدبير توقعي للوظائف والكفاءات، وإعداد نظام معلوماتي مندمج لتدبير الموارد البشرية. ولتحقيق الأهداف المرجوة، المتعلقة أساسا بالرفع من أعداد العاملين في القطاع، والتخفيف التدريجي من النقص الموجود حالياً، وتقليص الفوارق في توزيعهم وتحسين مهاراتهم وأدائهم، قال الوزير إن العدد الإجمالي للمناصب المفتوحة في هذه الفئات برسم سنة 2012 بهذه المناطق بلغ 425 منصبا، موزعة على 87 طبيبا عاما، التحق منهم 74 لحد الآن، و338 ممرضا في مختلف التخصصات، مشيرا إلى توزيعهم بطريقة رُوعيت فيها مجموعة من الأولويات، ما مكَّن من فتح مجموعة من المرافق الصحية المغلقة بسبب ندرة الموارد البشرية وتشغيل المرافق الجديدة تنفيذا للالتزامات التي قطعتها الوزارة على نفسها. أما بخصوص سنة 2013، يضيف الوزير، فستوزع المناصب المالية على الجهات، وستعطى الصلاحية للمديرين الجهويين، لتوزيعها في جهاتهم حسب خصوصية وأولويات المناطق المعنية من خلال المناصب المقدمة من طرف الإدارة المركزية. وبالإضافة إلى مجهود توظيف الأطر الصحية، ونظرا لأهمية العمل الذي يقدمه الممرضون والممرضات للمواطن من خدمات صحية كبيرة، ستواصل الوزارة تدعيم وتحسين التكوين الأساسي، خصوصا تكوين الممرضين بإحداث مَسْلَك "ممرض مختص في المستعجلات والعناية المركزة" في معهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بالرباط وتكوين 3000 طالب سنويا في السلك الأول بمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي، فضلا عن إدماج وحدة العناية البديلة الخاصة بعلاج السرطان بالنسبة لشعبة ممرض متعدد التخصصات، وتنظيم تدريب لفائدة الممرضين متعددي التخصصات في السنة الثالثة بمراكز تصفية الدم.