يرى خبراء التربية أن تعليم الطفل الادخار هو تشجيع له على التصرف السليم وإعطائه ثقة بنفسه، حتى في حالة رغبته وإلحاحه على تفقد حصالته كل مرة وأخذ بعض المصروف منها. طالب هؤلاء الخبراء من الآباء عدم انتقادهم أو اتهامهم بالإسراف والتبذير وعدم إنفاقها بطرق سليمة، فهم يفسدون بذلك سعادته ويهزون ثقته بنفسه، لكن عليهم أن يشاركوا طفلهم في التخطيط لإنفاقها بشرط أن يكون القرار الأخير للطفل حتى يحقق رغباته، مشيرا إلى أهمية تجنب التعليمات الصارمة في استعمال هذه المدخرات، واستبدال ذلك بالحوار الإرشادي الهادف. ويمكن للآباء تعليم أطفالهم الصغار قيمة المال وأهميته من خلال الادخار، إذ ينصح بتعويد الطفل على اقتطاع جزء من مصروفه الخاص وادخاره في الحصالة بشكل منتظم، إذ أن هذا المبلغ سيتزايد، مع الوقت، ليصبح مبلغا كبيرا يتيح للطفل إمكانية شراء ما يرغبه في ما بعد. وبذلك يعرف الطفل أهمية المال ويقدر قيمته. لكن الاختصاصيين يرون أن مقدار المصروف، وموعد إعطائه للأطفال يتوقفان على المرحلة العمرية للطفل. وينصحون الآباء بإعطاء الأطفال، الأقل من عشر سنوات، المصروف أسبوعيا، لافتين الانتباه إلى أنه من الممكن إعطاء الأطفال الأكبر سنا المصروف شهريا، حيث يمكنهم، في هذه المرحلة، تعلم كيفية إدارة أمورهم المالية على مدار شهر كامل. ويبقى التعامل مع الادخار مثله مثل باقي الأمور الأساسية في حياة الطفل كالتغذية أو القراءة أو النظافة، إذ ينبغي الحرص على تعليم الطفل الادخار، وكأنه يتعلم كيف يكتب الحروف وينطقها. الحديث حول المصروف والراتب الشهري والتوفير والإنفاق، هي مواضيع يمكن إثارتها مع الطفل، لأنه سيتعلم منها الكثير مما يتعلق بعالم المال، مع الحرص على أخذه للبنك كلما سنحت الفرصة وشرح له آلية عمل البنوك، وكيفية نمو الأموال في هذه البنوك، وإشراكه في عملية إعداد موازنة الأسرة مع الاستماع لاقتراحاته. ولعل الأطفال، في هذه الحالة، يفاجأون بقدرة الأطفال العجيبة على تحليل الأمور، والوصول لحلول لم تكن بالحسبان. على الطفل أن يتعلم وضع أهداف معينة لحصالته، بأن يربط كل مبلغ بهدف معين، ومن ثمة توفير جزء من مصروفه الشهري أو الأسبوعي للحصول على مبتغاه (مع بعض المساعدة من الأبوين طبعا). هذا الأمر سيولد لدى الطفل الرغبة بتجميع الأموال من أجل الحصول على ما يرغب فيه، بأسرع وقت ممكن، كما سيتعرف على قيمة الأشياء التي يطلبها من والديه من حين لآخر. المطلوب من الآباء أيضا تشجيع الطفل على التبرع من مصروفه الخاص لأعمال الخير، حتى يشعر بحاجته إلى مساعدة الآخرين، ما سيزيد من إدراكه لأهمية النقود وفائدتها في خدمة الآخرين. ويوصي الخبراء الآباء بأن يمثلوا قدوة حسنة لأطفالهم عن طريق حسن تعاملهم مع أموالهم، وتوفيرهم المستمر والمنتظم، فهي الطريقة الأمثل لتعليم الادخار لأبنائهم.