تحتفل العاصمة البريطانية اليوم الأربعاء بذكرى مرور 150 سنة على انطلاق العمل بقطارات الأنفاق في لندن٬ التي تعد الأقدم من نوعها في العالم. جرى تشغيل أول قطار أنفاق في لندن٬ يوم 9 يناير 1863 حيث انطلقت رحلته الأولى لنقل الركاب من محطة بادينغتون صوب محطة فارينغدون في قلب العاصمة٬ بسرعة 6،5 كلم في الساعة. وسعت سلطات مدينة لندن٬ خلال القرن التاسع عشر، إلى جعل مترو أنفاق وسيلة للتغلب على مشاكل الازدحام والاكتظاظ التي كانت تواجهها العاصمة البريطانية، ولاسيما في ظل حركة نحو 5،2 مليون نسمة، في محيط ضيق لا يتعدى 90 كلم مربع. وبالرغم من المخاطر المرتبطة بنقص التهوية في الأنفاق بسبب استخدام القاطرات البخارية٬ فقد سجل المترو نجاحا كبيرا دفع السلطات إلى توسيع شبكته في كل اتجاهات مدينة لندن. وجرى التخلص من هذه المشكلة بشكل نهائي٬ انطلاقا من سنة 1890 حين جرى الشروع في استخدام أول خط يعتمد على الكهرباء في توليد طاقته. ويعد مترو لندن ثالث أكبر شبكة لقطارات الأنفاق في العالم بعد شنغهاي (الصين) وسيول (كوريا الجنوبية)، إذ يشمل مسارات على طول 402 كلم تستخدم 270 محطة تتوزع فوق مجموع تراب لندن. كما يعتبر إلى جانب موسكو وباريس٬ من أكثر الشبكات اكتظاظا في أوروبا٬ إذ فاق عدد ركابه خلال السنة الماضية مليار و171 مليون شخص٬ بواقع أكثر من ثلاثة ملايين مسافر يوميا، يستغلون 11 خطا مختلفا. وبفعل نجاعته ورمزيته الكبيرة٬ أضحى (مترو لندن) اليوم من المعالم التاريخية والحضارية للعاصمة البريطانية، على غرار برج لندن، أو ساعة بيغ بين (التي أضحت تحمل حاليا اسم الملكة اليزابيث الثانية) وسيارات الأجرة السوداء، ومخادع الهاتف الحمراء والحافلات ذات طابقين ... الخ. ويحفظ التاريخ لمحطات قطارات الأنفاق في لندن أنها اضطلعت خلال الحرب العالمية الثانية بدور الملاجئ للسكان الذين احتموا بها من قصف طائرات الجيش الألماني. كما ارتبط تاريخ مترو لندن بذكريات أليمة أخرى٬ ولاسيما بعد أن أسفرت اعتداءات إرهابية استهدفت ثلاثة محطات لقطارات أنفاق وحافلة ركاب، في يوليوز 2005، عن مقتل 56 شخص في أسوأ هجوم إرهابي تعرفه العاصمة البريطانية. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة لندن برمجت أنشطة وتظاهرات فنية مختلفة طيلة السنة الجارية، تخليدا لذكرى انطلاق مترو لندن٬ تشمل عروضا في المتاحف وتشغيل رحلات لقطارات بخارية وإصدار طوابع بريدية ...الخ.